مؤتمر دولي؟


أخبار بارزة, خاص 16 حزيران, 2023
مؤتمر دولي؟

إلى أن يتبلور مخرج من الانسداد المفتعل بتهريب النصاب في جلسة ثانية، سيملأ رئيس مجلس النواب الفراغ بجلسات تشريعية، وسيتزايد الحرص الدولي على انتخاب الرئيس


كتب راشد فايد لـ “هنا لبنان”:

ليس الـ 59 تأييداً نيابياً للوزير السابق جهاد أزعور، المرشح لرئاسة الجمهورية، ما أزعج الحزب المسلح وحلفاءه، بل ما ينطوي عليه رقم آخر هو الـ 77، أي عديد النواب الذين لم يروا في منافسه الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح المناسب للرئاسة، فكل استماتة الحزب إياه لبثّ الرعب لدى اللبنانيين مما يفترض أنه سيحلّ بالبلاد من دون رئاسته الجمهورية سقط مفعولها، وقد أقروا بذلك بتسريع مغادرتهم قاعة مجلس النواب، لإسقاط النصاب، وتمديد الأزمة، مواصلين، بذلك، خراب البلاد، والسعي إلى تيئيس العباد.
هم محقّون في الاستمرار في نهجهم، إذ ليس في يدهم أيّ مخرج من الزنقة التي حشروا أنفسهم فيها حين خيّروا اللبنانيين، على طريقة الموفد الأميركي، سنة 1988 ريتشارد ميرفي، بين سليمان فرنجية والفوضى، فيما هم لا يملكون الأكثرية، وليس بيدهم سوى الخضوع لمنطق الديموقراطية، والهبوط من “علياء” فائض القوة، الذي أفقدته الوقائع المحلية والمواقف الدولية، القدرة على تكرار 7 أيار 2008، واستعراضات “القمصان السود”. فـ”المقاومة” لم تعد ما كانته قبل “اتفاق قواعد الاشتباك” مع العدو الإسرائيلي، وأسرار “ترسيم الحدود البحرية”، ما جعل “المناورات” الأخيرة، جنوباً، ممكنة، وغير مقلقة، جدّياً، لجنوب الجنوب.
السؤال المستحق، اليوم، هو ماذا بعد؟
إلى أن يتبلور مخرج من الانسداد المفتعل بتهريب النصاب في جلسة ثانية، سيملأ رئيس مجلس النواب الفراغ بجلسات تشريعية، وسيتزايد الحرص الدولي على انتخاب الرئيس، ولم تكن مصادفة أن غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر”: “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة اليوم في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطوّل يقوّض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لإعادة البلاد إلى مسار التعافي”. وقد استبقت باريس الجلسة، بدعوة لبنان “إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانية للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف الماضي، وحضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر على أخذ هذه الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”. ولم يكن تعيين الرئيس ماكرون، وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان، قبل بضعة أيام “مبعوثاً خاصاً إلى لبنان”، وهي مهمة قام بها سابقاً، إلّا مؤشّراً إلى تجديد الهمّ اللبناني لفرنسا، ورفع مستوى متابعته، بما يعكس الأولوية التي تعطيها الدبلوماسية الفرنسية للبنان. وفي الإطار نفسه لم تستبعد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، “بعد أن نجري تقييماً للجلسة الـ 14 للانتخاب”.
لكن الأكثر لفتاً للمتابعة إعلان مستشارة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند عبر حسابها على “تويتر” أنها أجرت “اتصالاً هاتفياً “بنّاءً” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول “الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية وسن تشريعات تسهل الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي”. وكتبت: ” نقدر التزام بري محاولة الحفاظ على النصاب وعقد جلسات انتخابية مفتوحة، طالما أنّ الأمر يتطلب إنجاز المهمة”. واضح أن الرئيس بري “فشل” في الحفاظ على النصاب، وحتى أنه رتّب فقده، خصوصاً أن لا معلومات توضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات انتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.
هل يفتح ذلك الباب أمام مؤتمر دولي لحل الأزمة، تشارك فيه إيران كونها مكمن استعصاء الحزب المسلح، الذي، إلى اليوم، وبرغم الوقائع المناقضة، يزعم دعماً نيابياً واسعاً لمرشّحه تكذبه الأرقام، ولو كانت الديموقراطية اللبنانية تُحترم، لما تواصلت الأزمة الرئاسية منذ ما يزيد على 8 أشهر، شهدت 12 جلسة انتخابية، منها 11 صورية.
من الواضح اليوم، أنّ الحزب المسلح يمهد لإثارة إشكاليات سياسية، لمزيد من التلكؤ في انتخاب الرئيس، في طليعتها تحريك لغط عن “الأغلبية الشعبية” و”الأغلبية النيابية”، باستخراج لوائح الشطب ونتائج الانتخابات النيابية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us