الشرعيّة واللاشرعيّة!


أخبار بارزة, خاص 18 تموز, 2023

إن الدولة المرتجاة، ومشروعها المؤجل منذ سنين طويلة، تبقى الحل الوحيد لكل الفرقاء، الأقوياء منهم والضعفاء، وتبقى الملاذ الأخير للمواطن اللبناني الفقير الذي لم يعد يحتمل المغامرات في السياسة والاقتصاد والمجتمع والمال وهو يعاني الأمرين لتحصيل قوته اليومي ولقمة عيشه المغمسة بالتعب والعرق والقلق والخوف.

كتب رامي الريّس لـ “هنا لبنان”:

الكلام عن سلاح المقاومة وعلاقته مع الدولة أخذ منعطفات جديدة مع كلام الأمين العام لحزب الله الذي اعتبر أن ليس من مصلحة لبنان “تشريع سلاح المقاومة”. بمعزل عمّا إذا كان هذا الكلام يُشكّل اعترافاً بطبيعة توصيف هذا السلاح؛ إلا أن الأهم يبقى في عمقه ومدلولاته ومعانيه المستقبليّة.
ثمّة مسائل تجاوزها الزمن وبات يمكن وضعها في خانة “المسلمات” ومنها التوصيف الذي سبقت الإشارة إليه، ولكن هذا لا يعني أن التوقعات القادمة حيال الوظيفة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة المرتبطة به قد حُسمت ذلك أن الشجار السياسي حولها لا يزال قائماً والجدال الإعلامي لم يهدأ ولو أنه كله بمثابة جعجعة لا نتيجة عمليّة أو سياسيّة ولا مفاعيل قانونيّة مترتبة عليها.
إذا كانت مصلحة لبنان، من وجهة نظر بعض القوى السياسيّة النافذة، تقتضي الامتناع عن الحوار حول خطة دفاع وطنيّة شاملة، فذلك يعني أن حالة الازدواجيّة الراهنة يُتوقع أن تكون مستدامة وأن إنهائها لن يكون متاحاً من دون أن يترجم نفسه في صيغة سياسيّة جديدة أو عقد اجتماعي جديد سيكون مغايراً بتوازناته وتركيبته عن الوضع الراهن.
وبالتالي، كأن اللبنانيين يوضعون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بصيغة الازدواجيّة القائمة والتي تعبّر عن نفسها في إشكاليات مختلفة منها، ليس أقلها شلّ المؤسسات وتعطيلها وفق المصالح الفئويّة الخاصة، وإما الرضوخ إلى تسوية سياسيّة جديدة تعيد تركيب الواقع السياسي اللبناني وفق معطيات قد لا تتناسب بالضرورة مع التعدديّة اللبنانيّة أو تراعيها.
وهذان الخياران أحلاهما مر خصوصاً أن الانقسام اللبناني شديد وعميق والهوّة بين اللبنانيين تزداد اتساعاً لدرجة أن اليأس قد وصل إلى مستويات قياسيّة عند الغالبيّة الساحقة من المواطنين الذين سلكوا دروب الهجرة إلى كل أصقاع الأرض حيث توفرت لهم مجالات الخروج “الآمن”، أو أنهم لا يزالون ينتظرون فرجاً لن يأتي، وإن أتى فبالتقسيط “غير المريح” وعلى دفعات.
إن الدولة المرتجاة، ومشروعها المؤجل منذ سنين طويلة، تبقى الحل الوحيد لكل الفرقاء، الأقوياء منهم والضعفاء، وتبقى الملاذ الأخير للمواطن اللبناني الفقير الذي لم يعد يحتمل المغامرات في السياسة والاقتصاد والمجتمع والمال وهو يعاني الأمرين لتحصيل قوته اليومي ولقمة عيشه المغمسة بالتعب والعرق والقلق والخوف.
الحل يكون ببناء خطة وطنيّة للدفاع تستفيد من قدرات المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وأي مغامرات مستقبليّة قد تسوّل له مصالحه وأحقاده القيام بها. وكل الخيارات الأخرى لا تعدو كونها تأجيلاً لحل حتمي لا مفر منه ولو طال الزمن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us