الدوري السعودي للمحترفين.. مشروع قديم – جديد لخطف النجوم!

كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

قد يتعجّب البعض من العنوان، لكن السعودية حاولت منذ عقود تطوير دوري كرة القدم وجعله منافسًا على أعلى المستويات.
ولكن هذا الأمر اصطدم بمجموعة عوائق أبرزها الضياع بين الاحتراف ونصف الاحتراف من جهة، واستقدام النجوم الكبار الذين لديهم نوع من التردّد في الانضمام إلى دوري آسيوي، مبتعدين بذلك عن المنافسة الأوروبية على أعلى مستوى من جهة أخرى، أضف إلى كل ما سبق عوامل الطقس والبيئة، كلّ تلك الأمور فرملت إلى حدّ ما انطلاقة الدوري السعودي نحو مصاف المسابقات الكبرى.
على أنّ ذلك لم يمنع استقدام نجوم من الطراز العالمي لعلّ باكورة وجودهم كان البرازيلي روبرتو ريفيلينو بطل العالم مع منتخب بلاده عام 1970 والذي قدم إلى الخليج ليلعب مع نادي الهلال حيث قضى ثلاث مواسم منذ العام 1978 وحتى 1981 أمتع خلالها الجماهير وصال وجال قبل أن ينهي مسيرته ليكون الهلال آخر فريق يلعب له.

ملاعب السعودية احتضنت برازيلياً آخر توّج بكأس العالم، وهو بيبيتو الفائز بمونديال 1994 برفقة منتخب بلاده، ليلعب لنادي اتحاد جدّة عام 2008، لكن مشاركته كانت رمزية للغاية حيث لعب فقط 5 مباريات سجّل خلالها هدفاً وحيداً.
البرازيلي الثالث المتوّج بكأس العالم هو دينلسون، الفائز بمونديال 2002 الذي مثّل نادي النصر في موسم 2006 – 2007، ليستمرّ اللاعب لمدة شهرين فقط مع الفريق ويسجل 3 أهداف في 15 مباراة.
البلغاري خريستوف ستويشكوف الذي كان أحد أبرز نجوم العالم في كأس العالم 1994، وصاحب الكرة الذهبية في العام ذاته، انتقل إلى نادي النصر عام 1998.
ستويشكوف قاد النصر للفوز بلقب بطولة آسيا للأندية أبطال الكؤوس، حيث لعب مباراتين مع الفريق ليسجّل هدفاً ويصنع آخر ويتسبب في ركلة جزاء، في مبارتي نصف النهائي والنهائي.

الدوري السعودي شهد انضمام نجوم آخرين سبق لهم اللعب في أعلى المستويات في أوروبا، بعيداً عن الثلاثي البرازيلي المتوج بثلاث كؤوس عالم مختلفة، أو ستويشكوف صاحب الكرة الذهبية.
• انضم السويدي كريستيان ويلهامسون والذي كان قد برز مع كل من أندرلخت البلجيكي ونانت الفرنسي إلى الهلال السعودي عام 2008 بعد رحلة نيّة في أوروبا تألق خلالها في دوريات إيطاليا وفرنسا وإنجلترا.
• اتحاد جدّة نجح في ضمّ لاعب عالمي آخر صيف 2018 بالتعاقد مع رومارينيو المتوج بكأس ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية عام 2012 وأحد أبرز لاعبي البرازيل في ذلك الوقت.
• وكان النيجيري أحمد موسى نجم ليستر سيتي الإنجليزي السابق أحد النجوم الذين مروا على السعودية في رحلتهم مع كرة القدم العالمية، عندما انتقل إلى النصر عام 2018 ليستمر لمدة موسمين مع الفريق.
لكن كل شيء تغير من الأسود إلى الأبيض مع وصول النجم العالمي البرتغالي كريستيانو رونالدو والذي يحتاج إلى العديد من السطور لتعداد إنجازاته. رونالدو قدم إلى نادي النصر بعقد خيالي يبلغ حوالي ٢٠٠ مليون دولار سنويًا. وبالرغم من حلول النصر وصيفًا خلف الاتحاد البطل، فإنّ وجود البرتغالي أضفى رونقًا خاصًا وكان افتتاحية الانتقالات الكبيرة إلى البلاد.
على أنّ الموسم الحالي شهد تطورًا كبيرًا على مستوى الانتقالات بحيث لم تعد محصورة بقدوم اللاعبين الذين تخطوا سن الـ٣٥ والذين يودون جني الأموال في نهاية مسيرتهم، بل طال نجومًا من الطراز الرفيع لعل أبرزهم صاحب الكرة الذهبية الأخيرة الفرنسي كريم بنزيمة القادم من ريال مدريد والمدجّج بالألقاب إلى نادي الاتحاد بعقد بلغ حوالي ١٠٠ مليون دولار سنويًا، والبرازيلي روبرتو فيرمينو نجم ليفربول السابق والذي انضم إلى جار الاتحاد وخصمه اللدود في مدينة جدة النادي الأهلي، إلى الفرنسي نغولو كانتي القادم من تشلسي والفائز ببطولة العالم مع منتخب بلاده فرنسا منذ خمسة أعوام واللائحة تطول والحبل على الجرار.
على أنّ هذه الخطوة السعودية في الاستثمار الرياضي ليست جديدة، إذ كان صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية الأهم في البلاد، قد استحوذ على نادي “نيوكاسل يونايتد” الإنكليزي منذ موسمين بصفقة ضخمة. حينها كان النادي ضمن أندية الدرجة الثانية، و بعد الاستحواذ السعودي حقق تطوراً لافتا قاده أولًا إلى عودة آمنة إلى مصاف أندية الدرجة الانكليزية الممتازة ومن ثم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا على حساب أندية بارزة.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أطلق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية تحقيقاً لأحد أهداف “رؤية السعودية 2030″، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، بما يحقق التميّز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية إلى جانب توسيع قاعدة ممارسي مختلف الألعاب والرياضات.
وقد تشجعت أندية أخرى غير الأندية الأربعة التي يدعمها الصندوق (إثنان من الرياض هما الهلال والنصر وإثنان من جدّة هما الاتحاد والأهلي العائد حديثًا إلى مصاف أندية النخبة).

مواضيع مماثلة للكاتب:

كارينا كابور سفيرة «يونيسيف الهند» للأطفال

“نينتندو” تزيل دعم “أكس”

كيف نصل إلى السلام الداخلي؟