الجيش وقائده… والكذب!


الجيش

حبّذا لو يحوّل جميع النواب الذين يشيدون بالجيش، وينظمون فيه القصائد، أشعارهم الى أصوات انتخابيّة تعلن تأييدها لانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة.


كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

لن نضيف شعراً. كم رشيقة تبدو عبارات السياسيّين حين تتحدّث عن الجيش شعراً وإنشاءً، أمّا الأفعال فتغيب. في الأمس، في عيد الجيش، قرأنا وسمعنا شعراً كثيراً، ولكنّه لا يُصرف ولا يفيد.

لم تتعامل السلطة السياسيّة، منذ انتهاء الحرب، كما يجب مع الجيش. كانت تبحث عن كيفيّة الاستفادة منه لا إفادته. ولذلك، غالباً ما بحثت عن سبلٍ للحدّ من دعمه ومن الميزات التي يستفيد منها خصوصاً ضبّاطه.

وكانت ترتبط في معظم الأحيان علاقة السياسي بقيادة الجيش بمدى تلبية هذه القيادة لطلباته، لناحية التشكيلات العسكريّة أو المرافقة العسكريّة أو رخص حمل السلاح وغيرها من الخدمات التي يستفيد منها السياسي انتخابيّاً وزبائنيّاً.

قائدٌ واحدٌ للجيش كسر هذه القاعدة بعد انتهاء الحرب.

يكرّر العماد جوزيف عون، حين يُسأل عن علاقته ببعض السياسيّين، عبارةً واحدة: كلّما كان السياسي بعيداً عن التدخل في شؤون الجيش كنت صديقاً له. وكلّما اقترب وحاول التدخّل في شؤون الجيش خاصمته.

والغريب فعلاً، أن تجد سياسيّين يشيدون بقائد الجيش من دون أن يقدّم لهم خدمةً واحدة. ويروي أحد النواب أنّه زار قائد الجيش مرّةً وأشاد بمواقفه وأعرب أمامَه عن دعمه في الانتخابات الرئاسيّة، بل وأعلن له أنّه سيواصل دعمه المادي للمؤسسة العسكريّة. وحين وقف على الباب مودّعاً ساكن المكتب في اليرزة، طلب إذنه للموافقة على نقل عسكري، اعتذر قائد الجيش مؤكّداً له أن لا علاقة للسياسيّين بالجيش.

هناك عشرات الروايات المماثلة التي تجعلنا نزداد ثقةً بالعماد جوزيف عون، في وقتٍ فقدنا ثقتنا بسياسيّين كثيرين هم على نقيضه. وتعني الثقة، قبل أشهر من انتهاء ولايته العسكريّة، أنّ تجربة نجاحه في قيادة الجيش، في أصعب الظروف الأمنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، يجب أن تُنقَل الى موقعٍ آخر شاغر حاليّاً.

فالعماد عون، وإن لم يبدِ رغبةً علنيّة بالترشّح، إلا أنّه، على عكس بقيّة المرشّحين، مجرَّب على رأس مؤسّسة. وقد رأينا ما أنجز ولمسنا ما حقّق، فما من داعٍ للاختبار أو لتجربة المجرّب.

وعليه، حبّذا لو يحوّل جميع النواب الذين يشيدون بالجيش، وينظمون فيه القصائد، أشعارهم الى أصوات انتخابيّة تعلن تأييدها لانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة.

رئيسٌ مدعوم عربيّاً. محترم داخليّاً. اختبرناه فنجح. وهو، فعلاً، فرصة لإنقاذ البلد من السياسيّين، خصوصاً الذين يكتبون شعراً في الجيش لغاية أو مصلحة.

كلّ عام والجيش بخير. نقولها بصدق. ونرفقها بقبّعة مرفوعة احتراماً للعماد جوزيف عون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us