جوزيف عون.. قائد بحجم الوطن!


جوزيف عون

جرأة جوزيف عون ساهمت في إبقاء المؤسسة العسكرية متماسكة، هو لا يترفّع عن واقع جنوده، بل يضع يده على الجرح، ويطالب في كل موقع يحلّ به بتحسين ظروف العسكر، المالية والصحية وغيرها!
هو يدرك جيداً ما يتكبده كلّ عنصر، فيقول له في كل مناسبة: “أنا معك”!


كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان”:

لم يمنع عيد الجيش، رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، من استغلال المناسبة لتصويب سهامه، على شخص قائد الجيش جوزيف عون!
فعقدة “باسيل”، هي جوزيف عون، وكرسي بعبدا، التي كلّما اقتربت من اليرزة، كلّما زاد صهر الجمهورية السابق توتراً.
باسيل الذي كشف أوراقه، وأعلن حربه ضد قيادة الجيش، حاول اليوم دسّ السمّ في العسل، مؤكداً أنّ انتقاد قائد الجيش لا يعني انتقاد المؤسسة، وأنّ الهدف من الانتقاد هو حجب المؤسسة عن الفساد في ظاهره، وفي دولة طبيعية، كلام باسيل منطقي.
أما في دولة لبنان، وفي العصفورية البرتقالية المستحدثة، فإنّ الكلام هزلي، فما معنى أن يتحدث باسيل عن الإصلاح؟ والفساد؟ ما معنى أن يردّد هذه المصطلحات وهو الأبعد عنها أداءً وسياسة ووطنية..
اتهام المؤسسة العسكرية بالفساد، ومحاولة شيطنة جوزيف عون، ليست إلا أسلحة باسيل الصفراء، هي أسلحة لن ينتج عنها إلّا “فقاعة” لا صوت لها، ولا صدى!
باسيل، الذي يزحف نحو بعبدا، والذي تخلّى عنه حليفه فوجد نفسه وحيداً، يحارب طواحين الهواء، ففتح معركة مع من لا يقرأه، ولا يأبه به، مع من يعلو بالوطن فوق أيّ صغائر، مع من حال دون أيّ انشقاق في صفوف العسكر، مع الشخصية الوطنية التي تعدّ من القلة لبنانياً، مع جوزيف عون!
عون الذي حورب منذ بداية العهد، لن تشفع له العائلة عند من استولوا على بعبدا، فهو لم يكن مثل القاضية المنحازة، ولم يرضخ مثل الأقرباء، ولم يقبل أيّ مساس بالشرعية.. فجوزيف عون رجل مؤسسات، والانتماء الوحيد الذي يعترف به هو انتماؤه إلى “البدلة”!

فصول عدة، طبعت بعلاقة جوزيف عون مع الحالة العونية، هو لم يسايرهم، لم ينجرف في مساراتهم العشوائية، حتى في صميم التظاهرات، كان وعناصره أقرب للناس من السلطة، كان هناك خيط حرص على ألّا يقطعه بين ضبط الشارع واحترام حقّ الناس في التعبير..
لم يقمع قائد الجيش المواطنين كُرمى لعيون باسيل..
لم يفتح الطريق التي قطعها المعترضون بالقوّة، إرضاءً لتيار أو حزب.
لم يأخذ الأوامر من وفيق صفا، ولم يقدّم التنازلات في حارة حريك!

كل هذه الصفات، حوّلت جوزيف عون إلى شخصية جامعة، شخصية وطنية، حملت هموم الوطن، والمواطن، والعسكر..
جرأة جوزيف عون ساهمت في إبقاء المؤسسة العسكرية متماسكة، هو لا يترفّع عن واقع جنوده، بل يضع يده على الجرح، ويطالب في كل موقع يحلّ به بتحسين ظروف العسكر، المالية والصحية وغيرها!
هو يدرك جيداً ما يتكبده كلّ عنصر، فيقول له في كل مناسبة: “أنا معك”!

مواقف جوزيف عون عديدة.. وهذه المواقف، شرّعت له أبواب الشرق والغرب!
وها هو اليوم الرجل الأكثر حظّاً لرئاسة الجمهورية، في ظلّ التناحرات، والرجل الأقرب للشعب وللمؤسسات، وهذا ما يقلق باسيل، الطامح للرئاسة، وهذا ما يدفعه نحو خصمه المرشح سليمان فرنجية، فكل ندّ بالنسبة لباسيل هو أكثر “رحمة” من صورة قائد الجيش وهو جالس على كرسي بعبدا والشعب اللبناني يحتفي به!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar