جويل أبو حيدر.. القاضية الساهرة على أمن الأطفال!


أخبار بارزة, خاص 11 تموز, 2023
القاضية

جويل أبو حيدر هي ليست قاضية بالمعنى المتعارف عليه لبنانياً، بل هي “القاضية الإنسان”، التي تواجه الضغوطات ولا تستمع إلّا لصوت الضمير ولميزان العدالة.


كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان”:

من البديهي أن تندفع القاضية المنفردة الجزائية الناظرة في قضايا جنح الأحداث في جبل لبنان جويل أبو حيدر، إلى التحرّك، بعد انتشار فيديو مروّع لأطفال رضع يتعرّضون للتعنيف في حضانة “Garderêve”.
فالقاضية، التي تنطلق بالقانون من روحيته، والتي تضع الأطفال وحمايتهم من أيّ أذى في أعلى سلّم أولوياتها، لا شيء يثنيها عن القيام بواجبها.

المقرّبون، من أبو حيدر يؤكدون، أنّها لا تقفل هاتفها، ولا تمتنع عن الإجابة عن أيّ اتصال يردها، وهي أيضاً لا تفصل بين يوم الراحة ويوم العمل، ولا تأخذ بعين الاعتبار العطل القضائية، بل هي مستعدة دائماً لفتح أبواب مكتبها، خاصّة عندما يكون الضحية طفلاً، لا حول له ولا قوة.
أبو حيدر تمكنت أيضاً، بمصداقيتها وتواضعها، من بناء شبكة علاقات مع نشطاء وإعلاميين وجمعيات تهتم بالأحداث، وهي بذلك، تمكنت من إتمام جميع الملفات التي تردها، من خلال التنسيق مع جميع الأطراف المعنية بأمن الأطفال.

قضية الأطفال الرضع، والقرار السريع في إقفال الحضانة ليست الأولى، فقد سبق للقاضية أن تحرّكت بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية​ والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية لتأمين المأوى للأحداث الذين تضرروا وعوائلهم من ​انفجار​ المرفأ، ونظمت كذلك زيارات لجميع الأطفال الذين لديهم ملفات حماية للتأكد من سلامتهم الجسدية والنفسية، كما طالبت وبشكل عاجل بإجراء كشوفات وزيارات للمستشفيات في كل المحافظات للتأكد مما إذا كان هناك أيّ حدث متضرّر أو فاقد لذويه وليس لديه مسكن أو مأوى.

ولم تتردّد القاضية، في ملف آخر، في مواجهة راهبتين تديران جمعية تقول إنّها “لحماية الأطفال” في المتن، فأصدرت كتاباً ينصّ على نقل 12 طفلاً من الجمعية المذكورة إلى جمعيات اخرى، لوجود خطر على حياتهم.
وورد في حيثيات القرار القضائي، الذي تمّ إصداره على الرغم من كل الضغوطات، أن الأطفال يتعرضون للتحرش والإعتداء الجنسي إضافة إلى شبهة بيع عدد منهم.
علماً أنّ النائب العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون كانت قد قررت حفظ شكوى ترتبط بهذا الملف، وتتعلق بتعرّض أحد القاصرين للضرب.

أبو حيدر، التي تتابع كل شاردة وواردة، سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل، لم تتردّد بالتحرك، في قضية الطفلة التي سبق أن وجدت تحت جسر برج حمود، فعمدت إلى تأسيس ملف حماية لإجراء اللازم.
كذلك، سبق لها أن تكفلت بمتابعة موضوع 6 أطفال تخلّت عنهم والدتهم وتركتهم في الشارع، وعملت فوراً على نقلهم إلى إحدى سرايا الدرك ومن هناك لمكان آمن.

إذاً، جويل أبو حيدر هي ليست قاضية بالمعنى المتعارف عليه لبنانياً، بل هي “القاضية الإنسان”، التي تواجه الضغوطات ولا تستمع إلّا لصوت الضمير ولميزان العدالة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar