باسيل يلعب بنار التيار


خاص 20 أيار, 2024

لم يكن ما يجري في صفوف التيار الوطني الحر ليحصل، لو لم يكن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون مؤيداً لباسيل بشكل مطلق، ويريد أن يزيل من طريقه بالتكافل والتضامن معه أي معارضة يمكن أن تهدده كرئيس للتيار، فيستخدم سيف الطرد لتدجين خصومه

كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان”:

يحسب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ألف حساب قبل أن يقدم على تنفيذ توصيتين من مجلس الحكماء في التيار، والذي يرأسه الرئيس السابق للتيار ميشال عون، بطرد النائب ألان عون من صفوف التيار، فهو يخشى أن تستجلب خطوة طرد عون وما سبقها من قرار بطرد النائب الياس بو صعب إنسحاب نواب آخرين من صفوف التيار قد يصل مجموعهم إلى خمسة وبالتالي سيكون بإمكانهم تشكيل كتلة ينضم إليها ربما بعض المستقلين لتصبح مجموعة تستشار كما يستشار التيار وتؤثر في الحياة السياسية كما يؤثر هو، لا سيما إذا استطاع هؤلاء استمالة جزء من قاعدة التيار وهذا أمر يمكن أن يحصل بدليل أن مسؤولين في التيار من منطقة بعبدا سارعوا إلى زيارة الرئيس عون وطلبوا منه عدم الإقدام على خطوة طرد النائب الوحيد الذي يمثل التيار الوطني الحر في دائرة بعبدا.

تقول المعلومات إنّ التوصية بطرد النائب ألان عون جاءت على خلفية كلام قاله في مقابلة مع الصحافية نانسي السبع عندما أعلن أنه لو كان رئيسًا للتيار لما أقدم على اتخاذ قرارات بفصل مسؤولين وقياديين في التيار، ولم يعجب هذا الكلام رئيس التيار النائب جبران باسيل الذي أبلغ الوسطاء من نواب وغيرهم أنه مستعد لإعادة النظر في القرار الذي طال بو صعب والقرار الذي يمكن أن يطال ألان عون إن تعهّدا بالالتزام بسياسات التيار، ولكن الوسطاء رأوا أولاً في مسألة الإلتزام كلاماً فضفاضاً خاصة وأنّ التيار لم يرقَ إلى مؤسسة بل ما زالت الشخصانية تحكمه، ولمسوا ثانياً أنّ التعهدات التي كان يقطعها باسيل لجهة تعليق أي خطوات في حق بو صعب وألان عون، لم يتم التقيد بها فما إن يخرج الوسطاء وفي جعبتهم هكذا تعهدات حتى يفاجأوا بقرارات وتوصيات جديدة.

لم يكن ما يجري في صفوف التيار الوطني الحر ليحصل، لو لم يكن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون مؤيداً للنائب باسيل بشكل مطلق، ويريد أن يزيل من طريقه بالتكافل والتضامن معه أي معارضة يمكن أن تهدده كرئيس للتيار، فهو يستخدم سيف الطرد لتدجين خصومه وإن لم يستطع نفّذ بهم الأحكام المبرمة المؤجلة إلى حين اقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقبلة في أيار من العام ٢٠٢٦، فمن كان يتغنى بأنه الكتلة الأكبر في المجلس النيابي لن يسجل على نفسه أنه أسقط بنفسه هذا الإدعاء ولن يضع نفسه في موقع سياسي ضعيف لأنه في أي تسوية مقبلة عدد النواب هو الذي يتكلم وليس قرارات الفصل والطرد في التيار إضافة إلى أنّ الخلاف بين باسيل وحزب الله قد يفاقم من أزمة باسيل لا سيما إذا استمال الحزب نواب التيار الذين وصلوا بأصواته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us