مَن يريد تحويل مخيم عين الحلوة إلى “سرايا مقاومة” ولكن فلسطينية؟


مخيم

مخيم عين الحلوة عبارة عن “حقل ألغام ” بين الفصائل وحتّى بين الأجيال الشابة في المخيم، أين سيجدون أنفسهم؟ عند فتح أو عند حماس أو عند سائر الفسطينيين الذين سيجدون أنفسهم أمام خيار واحد وهو سلاح حماس، أي سلاح حزب الله


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

حين اندلعت معارك مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، نُشِرَت على مواقع التواصل الإجتماعي الصورة الأولى للمخيم عند أول موجة نزوح إثر الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى. بدا في الصورة عدد من الخيم (شوادر) من قماش، تضمّ عشرات الأشخاص، كان ذلك عام 1948 أي منذ خمسة وسبعين عامًا. اليوم مخيم عين الحلوة يمتدّ على ثلاثة كيلومترات، ومؤلف من مبانٍ من الإسمنت، وصفة “مخيّم” مأخوذة من الخيم التي نُصبت عام 1948.
المخيّم يقطنه اليوم ما يزيد عن سبعين ألف لاجئ فلسطيني، وقد توسَّع طوال هذه السنوات الخمس والسبعين في اتجاه مدينة صيدا وفي اتجاه قرى شرق صيدا.
مخيم عين الحلوة هو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأشهرها على الإطلاق، قيادة منظمة التحرير مقرّها فيه، والتنظيمات الأخرى، حتى الأصولية منها، تتمركز قياداتها فيه، حتى أنّه أصبح ملاذًا للهاربين، الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، من وجه العدالة ، وكذلك الفارّين الفلسطينيين من مخيم اليرموك في سوريا.
في عودة سريعة إلى الفترة القصيرة زمنيًا، التي سبقت الجولة الأخيرة من المعارك في مخيم عين الحلوة، تمَّت الإضاءة بشكلٍ مريب على زيارة رئيس اللواء ماجد علي فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية إلى بيروت واجتماعه مع مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، هذه الإضاءة غمزت من قناة الزيارة ومن أهدافها، في إيحاء إلى أنّها تريد وضع “توقيت للانفجار العسكري” في المخيم. فعلى مدى عدّة أيام خصّص إعلام الممانعة سلسلة تحقيقات عن الوضع داخل المخيم “وما يُهيَّأ له”. وما إنْ أُطلقت الرصاصة الأولى حتى”تدفَّقت” المعطيات من جهة واحدة وفي اتجاه واحد: حركة فتح تريد إنهاء حالة الإسلاميين (علمًا أنّ سير المعارك، منذ لحظة اغتيال العميد في حركة فتح أبو اشرف العرموشي، كان يؤشِّر إلى عكس ذلك، إذ قتل العرموشي في كمين مسلح سقط فيه مع ثلاثة من مرافقيه).

المعادلة اليوم، هي أنّ المحسوبين على منظمة التحرير الفلسطينية، هم اليوم من سيدفعون الثمن لمعركة، قد تحدث فيها هدنة، وقد تصمد أسابيع وأشهر، ولكن مخيّم عين الحلوة دخل في أتون من التصعيد، يُعرَف كيف يبدأ ولا يُعرَف كيف ينتهي، على سبيل المقارنة، حرب مخيم نهر البارد اندلعت في منتصف نيسان 2007، وما كان يحسَب له أن ينتهي في أيام ، دامَ حتّى الثاني من أيلول من السنة ذاتها، أي أنّها استغرقت ثمانية أشهر، ليسقط المخيم في يد الجيش اللبناني.
مخيّم عين الحلوة، يضمّ أيضًا، إلى اللاجئين إليه من فلسطين، مئات من أبناء مخيم اليرموك في سوريا والذين لجأوا إليه قبل سنوات بالتزامن مع بدء الحرب في سوريا، وما يقارب من 70 ألف لاجئ، ليسوا رقماً سهلاً، وهو ما سيجعل مخيم عين الحلوة عبارة عن “حقل ألغام ” بين الفصائل وحتّى بين الأجيال الشابة في المخيم، أين سيجدون أنفسهم؟ عند فتح أو عند حماس أو عند سائر الفسطينيين الذين سيجدون أنفسهم أمام خيار واحد وهو سلاح حماس، أي سلاح حزب الله.
ماذا يعني كل ذلك؟ يعني بالدرجة الأولى أنّ المعركة هي معركة السيطرة على القرار الفلسطيني في مخيّمات لبنان، خصوصًا مخيم عين الحلوة، البوابة إلى جنوب لبنان.
هذا الهدف الكبير يفسر ضراوة المعارك، وعليه فإنّ حركة فتح أمام تحدٍّ كبير: إما تستطيع السيطرة على المخيم، وإما تفقد”مقعدها” فيه لمصلحة حركة حماس، بما يعني أنّه سيصبح هناك “سرايا المقاومة” ولكن فلسطينية، تلتقي في منتصف الطريق مع سرايا المقاومة اللبنانية، الرديف غير الشيعي لحزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar