مونولوغ التحرير الثاني

لا ضرورة للنقاش في ما يُنزله المرشد علينا نحن الجهلة في شؤون لبنان وسوريا والعالم. في السياسة والإقتصاد والتكتيك والاستراتيجيا والدين والدنيا والآخرة الفاخرة. هو العالِم بكل شيء. والمتبصّر، المتبحر في كل شأن

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

للمرشد الأعلى سردياته ومطوّلاته وأعياده ومناسباته المُنزلة على رزنامة إخوانه في الوطن. يحكي لوحده في العادة. بسلاسة يحكي وانسياب. بغضبٍ حيناً وبهدوءٍ أحياناً. يُجري مقابلة مع ذاته من دون مُحاوِر. يطلّ كي يروي انتصاراته وحروبه التي يخوضها باسم الأمة جمعاء وباسم اللبنانيين الشرفاء. نصف اللبنانيين على الأقل خونة وعملاء. يمثّل المرشد النصف الآخر.

28 آب 2017 مناسبة من مناسبات المرشد ومريديه. ذكرى تحرير جرود عرسال، ذكرى انتصار مسروق من تضحيات الجيش اللبناني. ذاك اليوم المجيد طردت المقاومة الإسلامية فلول الجماعات الإرهابية بإرسال من تبقى منها بتلك الباصات المكيّفة إلى مناطق نفوذها في سوريا، توفيراً لمزيد من الشهداء. المهم التحرير. ولو طُبّق هذا المنطق في حرب تموز وأرسلت جثث جنود العدو في توابيت مبرّدة لكان الوفر في الأرواح الناجية أكثر بكثير.
لا ضرورة للنقاش في ما يُنزله المرشد علينا نحن الجهلة في شؤون لبنان وسوريا والعالم. في السياسة والإقتصاد والتكتيك والاستراتيجيا والدين والدنيا والآخرة الفاخرة. هو العالِم بكل شيء. والمتبصّر، المتبحر في كل شأن.
يُسَجّل للمرشد في مونولوغه الأخير قوله أنه لن يسمح “أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات” لكنه سمح ولم يَردّ على اغتيال الحريري ورفاقه وجبران وزملائه ولقمان وأحبائه والوسامين عيد والحسن. جميعهم قتلتهم إسرائيل ومن غيرها يرتكب مثل هذه الجرائم؟ سمح المرشد ولم ينتقم لهم.
ويسجل للمرشد تهديده المبطن لأتباع أمريكا وعملاء السفارة السياديين الذين وفّروا كل أشكال الدعم لداعش. قال “إن ننسى لن ننسى” فكيف سيتذكرهم؟ العلم عند الله. وللمرة الخامسة بعد المئة سمعنا “الأميركان منعوا الحكومة ‏اللبنانية من أن تأخذ قراراً يسمح فيه للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي في تلك المنطقة، لأنّه في الأصل ‏هؤلاء المسلّحين كانوا في رعاية وإدارة الأميركان” أبو محمد الجولاني ووليم بيرنز رفقة عمر. كانا في صف البكالوريا سوا. سمعنا وصفقنا.
عبّر المرشد في مونولوغه الأخير عن كراهيته العميقة والراسخة للشيطان الأكبر. هم الشر المطلق في كل مكان. الأميركان الظالمون يحاصرون سوريا بموجب قانون قيصر. هذا القانون صدر بعدما عمد ضابط منشق إلى تشويه صورة بشار الأسد الإنسانية. 55 ألف صورة تعذيب وقتل لم تعنِ للمرشد شيئاً وهو لم يرَ شيئاً من هذا القبيل. ما رآه مرشدنا الثاقب البصر أنّ مجلس الأمن أعور لا يرى ما تقوم به “إسرائيل” في ‏لبنان، لا الخروقات الجوية ولا الخروقات البحرية”. في الحقيقة أعور وأحول من لا يقرأ التقارير الدورية حول تطبيق القرار 1701، القرار الذي يريده المرشد مفصّلاً على قياسات الأهالي.
7199 كلمة مرتجلة في مونولوغ واحد مقسّم على عناوين جيوسياسية. 7199 رحمة على روح فيديل كاسترو. “حطّلو بحصة”. يا إلهي رحمتك.

مواضيع مماثلة للكاتب:

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز