خطوة نحو الشفافية.. لبنان يتبنى “بلومبرغ”: تفاصيل عمل المنصة والعلميات المتداولة!


أخبار بارزة, خاص 9 أيلول, 2023

سوف تُستخدم منصّة Bloomberg للتداول بالنقد ولا سيما الليرة اللبنانية والدولار الأميركي والأسهم والعملات والمعادن وغيرها من الأدوات المالية، على أن تكون متاحة للجميع وليست حصراً لفئة معينة

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

بعد القرار الصادر عن مجلس الوزراء، انطوت رسمياً صفحة منصة صيرفة لتفتح منصة بلومبرغ، مع العلم أنّ إطلاقها يحتاج شهرين من الوقت تقريباً. والعمليات التي ستُنفّذ على المنصّة البديلة ستكون مكشوفة للجميع وبهذه الخطوة يسعى مصرف لبنان لتقليص الاقتصاد النقدي أي Cash Economy وهو مطلب أساسي للمؤسّسات المالية الدولية التي تطالب بخفض حجم الاقتصاد الذي يشكّل تهديدًا كبيرًا لوضع لبنان.

وفي هذا الإطار، تشير مصادر مصرف لبنان لـ”هنا لبنان” إلى أنّ المركزي لن يتدخّل بائعًا للدولار كما كان يحدث بالنسبة لصيرفة، وسعر صرف الدولار عند انطلاق عمل المنصة لن يكون بعيداً عن السعر المحدد حالياً وهو سعر منصة صيرفة أي 85500 ليرة.
وسوف تُستخدم منصّة Bloomberg للتداول بالنقد ولا سيما الليرة اللبنانية والدولار الأميركي والأسهم والعملات والمعادن وغيرها من الأدوات المالية، على أن تكون متاحة للجميع وليست حصراً لفئة معينة.

الى ذلك، تؤكد المصادر لـ “هنا لبنان” أنّ مصرف لبنان، سيتدخل على منصة Bloomberg فقط عند الضرورة القصوى بائعًا أو شاريًا للدولارات والعملات الأخرى. واللّافت أنّه بإمكان موظفي القطاع العام الاستفادة من هذه المنصة بعد تقاضي رواتبهم، من خلال اللّجوء للمنصة لبيع الليرات وشراء الدولار على سعر يحدّد من خلال هذه المنصة، التي تساهم في تأمين دولارات من الأسواق من خلال المتعاملين، وبالتالي يمكن لأيّ شخص يحمل الليرة اللبنانية أو الدولار أن يبيع ويشتري العملات عبر هذه المنصة. كما ستُحدّد عمليات البيع والشراء والعرض والطلب، سعرَ العملات على هذه المنصة من دون تدخّل مصرف لبنان بأيّ دولارات من الاحتياطي المتبقي.
بالإضافة إلى ذلك، سيتعيّن على كل تاجر يريد استيراد البضائع من الخارج عليه أن يؤمّن المبلغ لشراء الدولار وبالتالي يصبح حجم أعماله واضحاً، الأمر الذي يلغي المضاربة التي كانت السبب الأساسي في ارتفاع سعر صرف الدولار.

ومن جهته، يفنّد الخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور محمود جباعي تفاصيل عمل المنصة البديلة والعمليات المتداولة عليها في حديث لـ”هنا لبنان”، مؤكّدًا أنّ المنصّة تختلف بقواعدها الأساسية عن منصّة صيرفة، فعلى منصة “صيرفة” كان مصرف لبنان هو الّذي يشتري الدولار من السوق وفق المادتين 75 و83 ويعرضه على صيرفة، أمّا العرض والطلب على منصة بلومبرغ سيكونان عبر السوق، وعمل هذه المنصة سيكون مرتبطاً بالمصارف التجارية مع بعض الصرافين فئة أ ذوي مصادر الأموال الموثوقة، وذلك تحت رقابة كلّ من الحكومة والمصرف المركزي.
فنجاح هذه المنصة يعتمد وبشكل مُلِحّ على دور الحكومة في إنجاز الموازنة، فيجب أن لا يكون لديها عبء شهري يُقدر بـ200 إلى 250 مليون دولار لتبديلها بالسوق، لأنه كلما انخفض الطلب على الدولار في السوق، كلّما حققنا نوعاً من الاستقرار في سعر الصرف، لذلك هذه المرحلة مرتبطة بكيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع ملف الدولار أيضاً.
أما عن أهمية المنصة، فيلفت جباعي، إلى أن بسط الشفافية في الأسواق وتهمة تبييض الأموال التي تلاحق لبنان ستتلاشى شيئاً فشيئاً، لأنّ الاقتصاد النقدي الذي تصل قيمته الى 11 مليار، أصبح على هذه المنصة، وحاجات الاستيراد الشهرية كذلك. والتخوّف اليوم من تقاعس الحكومة عن تحقيق الإصلاحات المالية، فتبقى بذلك الحاجة كبيرة للطلب على الدولار من السوق وعندها قد يتأثر سعر الصرف سلباً.

إذاً المرحلة المقبلة هي مرحلة ترقّب، ويشير جباعي إلى أنّ سعر الصرف على منصة بلومبرغ سيصبح سعر الدولار الفعلي والحقيقي، ما سيفتح الأبواب أمام توحيد سعر الصرف وتحريره بالكامل ترجمة لتوصيات صندوق النقد، لأن العمليات ستُسجل بشكل شفاف وسيُعرف مصدر الأموال أكانت بالليرة اللبنانية أو الدولار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us