رئيس البلدية دبّر الجريمة بسبب مزاحمته على منصبه.. القاضية نصّار تكشف ملابسات قتل الشيخ أحمد الرفاعي


أخبار بارزة, خاص 5 تشرين الأول, 2023

قال القضاء كلمته في قضية خطف وقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بدمٍ بارد، هذه الجريمة التي خلقت جوّاً من الاحتقان بين أبناء بلدة القرقف، وبين أبناء عائلة الرفاعي، كادت تنذر بفتنة لولا تدخل الجيش اللبناني

كتب يوسف دياب لـ “هنا لبنان”:

بعد قرابة الثمانية أشهر على الجريمة التي هزّت عكار وترددت أصداؤها في كلّ لبنان، قال القضاء كلمته في قضية خطف وقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بدمٍ بارد، وكشفت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار الملابسات التي أحاطت بالجريمة وكادت تؤدي إلى فتنة بين أبناء البلدة الواحدة والعائلة الواحدة، وهو أن رئيس بلدية القرقف يحيى الرفاعي خطط مع نجله لقتل المجني عليه، لأنه كان ينافسه على رئاسة البلدية.
وطلبت القاضية نصّار في قرار ظنّي أصدرته اليوم، إنزال عقوبة الإعدام بحق كلّ من يحيى عبد الكريم الرفاعي، ونجله علي يحيى الرفاعي، وأبناء شقيقة الأول يحيى محمد الرفاعي، عبد الكريم محمد الرفاعي وأحمد محمد الرفاعي، بجرمي خطف المغدور وقتله عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، وإخفاء معالم الجريمة.
وأفادت وقائع القرار الظني، أن عبد القادر الرفاعي شقيق الشيخ المغدور تقدم في 21 شباط الماضي بادعاء أمام مخفر برقايل، أفاد فيه بأن شقيقه غادر منزله الكائن في بلدة القرقف العكارية باتجاه طرابلس بعد ظهر يوم 20 شباط (قبل يوم من الادعاء) ولم يعد وانقطع الاتصال به نهائياً.
بالاستناد إلى هذا الادعاء بدأت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها وجمع المعلومات والتحريات، وعثرت على سيارة المغدور وهي من نوع هوندا متوقفة في محلة راسمسقا قرب مستشفى هيكل، وبناء على تحقيقات مكثّفة تبيّن أن علي الرفاعي ابن رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي قد تجرّع حقد والده على منافسه لرئاسة البلدية الشيخ أحمد شعيب الرفاعي ودخل في دوامة خلافاتهما المزمنة والتي وصل بعضها إلى القضاء، وقد اتفق الوالد والابن على استدراج الشيخ أحمد لتنفيذ مشروعهما الإجرامي ضده فاشترى علي قبل شهرين من تنفيذ المهمة هاتفين خلويين وهو ما يُعرف بالخطين الأمنيين، وبعد مرور شهر على شراء الخطين، بدأ بالتواصل مع الشيخ أحمد وأوهمه أنه فتاة لديها مشاكل وخلافات وهي بحاجة للمساعدة وقد عمد علي إلى إخبار والده بالإيقاع بالشيخ المغدور فبارك له والده بهذه الخطوة.
وإمعاناً منه في تنفيذ المخطط بكلّ تفاصيله، استمرّ علي بالتواصل مع الشيخ أحمد تمهيداً لساعة الصفر، عبر إعطائه موعداً للقائه في طرابلس قرب الجامعة العربية، وتبين أنه قبل الموعد أقدم علي بمعاونة ابن عمته أحمد محمد الرفاعي على تجهيز حفرة بعمق حوالي 3 أمتار في مكب للنفايات في محلة “سدة البارد”، ويوم الجمعة في 17 شباط، اتفق علي مع أولاد عمته أحمد ويحيى وعبد الكريم وبحضور والده رئيس البلدية على تنفيذ العملية التي تقضي بخطف الشيخ أحمد وقتله ورمي جثته في الحفرة التي أعدت لذلك، وتبين أن علي أكد مع أولاد عمته على تنفيذ العملية وأبدوا كامل استعدادهم لإنجازها يوم الأحد 19 شباط.
عندما حانت ساعة الصفر، وفي 19 شباط، ارتدى جميع المدعى عليهم ملابس عسكرية مرقطة وباشروا بمخططهم الإجرامي، وتبين أن الشيخ المغدور حضر بسيارته إلى الموعد المحدد فنفذت المجموعة عملية خطفه بعد قطع الطريق عليه وإنزاله من سيارته وضربه على رأسه بالبنادق الحربية وتم وضعه في صندوق سيارة “كيا” سوداء كان يقودها الشيخ يحيى، وقد أقدم علي (نجل رئيس البلدية) في منطقة المعرض على قتل الشيخ عبر إطلاق النار عليه من مسدس حربي مرتين واحدة في صدره وأخرى في رأسه داخل صندوق السيارة ثم قاموا بدفن الجثة في الحفرة التي في مكب النفايات.
وأمام هذه الوقائع المستقاة من اعترافات المدعى عليهم جميعاً وتطابقها، اعتبرت القاضية نصار أنّ أفعال المدعى عليهم: يحيى عبد الكريم الرفاعي، علي يحيى الرفاعي، يحيى محمد الرفاعي، عبد الكريم محمد الرفاعي وأحمد محمد الرفاعي من نوع جنايتي المادتين 549 و 569 من قانون العقوبات والظن بهم بجنحة المادة 72 من قانون الأسلحة، وإيجاب محاكمتهم أمام محكمة الجنايات في الشمال وإتباع الجنحة بالجنايتين للتلازم، كما قررت منع المحاكمة عن مصطفى غازي ميقاتي في جنايتي المادتين 549 و569 من قانون العقوبات وجنحة المادة 72/ أسلحة لعدم كفاية الدليل.
يذكر أن الجريمة خلقت جوّاً من الاحتقان بين أبناء بلدة القرقف، وبين أبناء عائلة الرفاعي، كادت تنذر بفتنة لولا تدخل الجيش اللبناني الذي أمسك بالأمن على الأرض قبل الإعلان عن مقتل الشيخ أحمد الرفاعي، كما أسهمت الجهود التي بذلها مفتي عكار الشيخ زيد زكريا بكّار بإطفاء نار الفتنة واحتواء الوضع.

وينشر موقع “هنا لبنان” النص الحرفي للقرار الظني:

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us