الهيكل الكرتوني


أخبار بارزة, خاص 13 تشرين الأول, 2023
الهيكل

في حال الحرب وكما في حال السلم يدرك المواطن اللبناني أنه متروك لمصيره ولحدسه، فهو لا يعلم إن كان ما تفعله دولته من أجل تجنيبه الحرب، أو إرشاده إلى ما يمكن فعله إن تدهورت الأمور


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

لا في حال السلم ولا في حال الحرب لا وجود للدولة اللبنانية.
ففي حال السلم تعيش هذه الدولة صراعاً سياسياً يشرع الأبواب على كل الإرتكابات ولا يسمح أبداً بالقيام بخطوات إصلاحية وإنقاذية، لا بل على العكس يعمل الممسكون بزمام الأمور على إبقاء الوضع على ما هو عليه وتكرار تجارب السلطة الفاشلة.
في حال الحرب تغيب الدولة بشكلٍ كلّيٍّ عن القرار رغم أنّ العديد من دول العالم والمنظمات الدولية تحاول بثّ الروح فيها والحديث مع المسؤولين علّهم يستفيقون على أنّ السلطة والقرار يفترض أن يكونا في أيديهم.
في حال الحرب وكما في حال السلم يدرك المواطن اللبناني أنه متروك لمصيره ولحدسه، فهو لا يعلم إن كان ما تفعله دولته من أجل تجنيبه الحرب، أو إرشاده إلى ما يمكن فعله إن تدهورت الأمور وكيف ستحفظ له أمنه ولا سيما الغذائي والاجتماعي وكيف ستدافع عنه وترفع عنه الضرر لاحقاً وتعوض عليه.
كل ذلك ليس موجوداً في الدولة اللبنانية التي هي هيكل كرتوني سقط عند هبوب الرياح الأولى ولا يزال، وكل كلام عن إعادة بنائها هو ضرب من ضروب الخيال المستحيلة إذ كيف لمن هدم هذه الدولة أن يعيد بناءها؟
لقد أصبحت هذه الحقيقة مدركة من الجميع في لبنان وخارجه، ويعجب هؤلاء كيف أنّ مسؤولين يعيش شعبهم في وسط الإنهيار والمصير المجهول، لا يحركون ساكناً وكأنّ البلاد في وضع طبيعي من كل النواحي.
هذا الواقع جعل كل اللبنانيين يفتشون، ولا سيما الشباب، عن ملاذ آمن خارج البلاد فالمؤتمنون على لبنان لا كلام لديهم سوى التعبير عن القلق والدعوات لضبط النفس كما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي لم يعطِ اللبنانيين أيّ إشارة مطمئنة، وإذا كان من دعاهم لضبط النفس قد استجابوا له فليجنبوا لبنان مشاهد من الهجوم الذي تتعرض له غزة والذي سيدفع ثمنه أبرياء لا يجدون في المشافي مكاناً للجرحى أو حتى للجثث.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us