توتر الحدود الجنوبية لن يوقف الحفر في البلوك 9 ويؤخر الترسيم البرّي


أخبار بارزة, خاص 13 تشرين الأول, 2023
الحدود

الترسيم البري بطبيعة الحال سيصبح بحكم المؤجل، بانتظار نتائج حرب غزة وآفاق التسوية التي سترسو عليها والتي ستشمل لبنان بطبيعة الحال


كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:

بعدما بات لبنان على بُعد أسبوعين من إعلان نتائج عمليات الحفر والاستكشاف في البلوك رقم 9، للإنتقال إلى مرحلة تحليل النتائج الأوليّة التي من المتوقع أن تصدر نهاية تشرين الأول الجاري أو خلال شهر تشرين الثاني المقبل على أبعد تقدير، تراجعت آمال اللبنانيين بالثروة النفطية إثر اندلاع الحرب في غزة والتوترات التي تشهدها الحدود اللبنانية الجنوبية بشكل يومي بين حزب الله وإسرائيل، خشية تمدد هذا الصراع، وتأثيره على مواصلة الشركات لعملها في البئر رقم 9 أو حتى إجلاء موظفيها إذا ما لاح في الأفق أي سيناريو لحرب شاملة.
وقد غذّى مخاوف اللبنانيين، إعلان شركة “شيفرون” الأميركية المشغلة لحقل “تمار” الإسرائيلي أنّها علقت عمليات إنتاج الغاز الطبيعي حتى إشعار آخر، وذلك بعد أن تلقّت تعليمات من “إسرائيل” بوقف الإنتاج بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الموظّفين في المنصة ولكنّها أكدت أنها ما تزال تمارس عملها بشكل طبيعي في حقل “ليفياثان” الذي يبعد عن الحدود الجنوبية أكثر من حقل “تمار”.
فهل سيعمد ائتلاف الشركات المنقبة في البلوك رقم 9 إلى اتخاذ خطوات مماثلة، ما سيؤدي إلى توقف عملية التنقيب عن النفط؟
هذه التساؤلات يجيب عليها مصدر من هيئة إدارة قطاع البترول ويقول لموقع “هنا لبنان” إنّ عملية التنقيب مستمرة، وأن شركة توتال إنرجيز الفرنسية مع شريكتيها إيني الإيطالية وقطر للطاقة تواصل عملها رغم التوتر الحاصل في الجنوب، الذي لم يؤثر حتى الساعة على مسار عمل الإستكشاف ولا على المهل المبدئية التي وضعتها الشركات الثلاث للإعلان عن نتائج الحفر”. وعليه يجزم المصدر أنّ “الحفر في البلوك رقم 9 مستمر، وأنّ الشركات الثلاث لم تبدِ حتى الساعة أيّ تخوّفٍ من تطور الوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية، أو إمكانية اندلاع حرب أوسع، ولم يجرِ النقاش حول هذا الخيار أو هذا المسار.”
ويضيف المصدر أن “من مصلحة لبنان أولاً ومن مصلحة هذه الشركات استمرار العمل والالتزام بالمهل المبدئية المتفق عليها، فأي توقف أو تأخير سيؤدي إلى ضرر في مصالح لبنان ومصالح الشركات.”
أما في ما يتعلق بتغيير موقع الحفر إلى مسافة قريبة بعد الصعوبات التقنية التي واجهت المشغِّل إذ تعذّر عليه مواصلة الحفر في الموقع المحدد، نظراً لوجود صخور، لكسب الوقت، فيؤكد المصدر أنّه “لم يؤثر على عملية الحفر ، وشركة توتال تواصل عملها المفترض، نافياً أن يكون وراء ذلك أي قرار سياسي بمنع لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية وإعلان نتائج الحفر واستثمارها”.
ويشير المصدر في الإطار عينه إلى ما أعلنه ائتلاف الشركات المنقبة في البلوك رقم 9 عن اهتمامه بالتنقيب في البلوكين رقم 8 و 10، وهو أكبر دليل على جدية العمل إن كان على الصعيد اللبناني الرسمي، أو الالتزام من قبل هذا الائتلاف، وهو ما يبشر بنتائج واعدة في قطاع النفط اللبناني.
هذا الأمر يؤكده بدوره الخبير النفطي الدكتور شربل سكاف الذي أشار في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أنّ “الشركات المنقبة استكملت العمل في النقطة الجديدة بعد تغيير موقع الحفر، والنقطة التي وصلوا إليها دليل على أن تغيير موقع الحفر هو قرار تقني وليس سياسياً، فبحسب سكاف، شركة توتال إنرجيز وصلت تقريباً إلى المرحلة الأخيرة من الحفر، أي إلى حدود عمق 3500 متر من أصل 4350 متر.
أما الترسيم البري الذي كان كبير مستشاري الإدارة الأمريكية لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، قد أعلن قبيل مغادرته لبنان بعد زيارته الأخيرة، أنه بعد بدء الحفر واستخراج النفط جنوب لبنان، حان الوقت للعمل من أجل ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، فهو بطبيعة الحال سيصبح بحكم المؤجل، بانتظار نتائج حرب غزة وآفاق التسوية التي سترسو عليها والتي ستشمل لبنان بطبيعة الحال.
كل الأجواء كانت تشير إلى قرب انطلاق الوساطة الأميركية للترسيم، إلّا أن الاكيد أن عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على غزة، والتوترات الجنوبية الحدودية اليومية خلطت الأوراق، بإعتراف اللواء عباس ابراهيم الذي كان له دور كبير في الإتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إذ قال إنه تواصل مع هوكستاين، والأمور ليست ناضجة، والوضع اليوم أصبح أكثر صعوبة، وبالتالي فإن الترسيم يحتاج لكثير من الوقت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us