“نار وكوي”.. العيد في لبنان من دون بهجة والأطفال أول الضحايا


أخبار بارزة, خاص, مباشر 29 تشرين الثانى, 2021

كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :

أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن شهر الأعياد في لبنان، في ظلّ أزمة اقتصادية – اجتماعية تمرّ بها البلاد للمرة الأولى. فالأسعار باتت “نار وولعانة” في ظلّ رواتب لا تكفي حتى للمواد الأساسية إن لناحية المأكولات أو البنزين. فما هو الواقع في الأسواق؟ وكيف يمكن أن يمرّ العيد بأقلّ أضرار ممكنة على الصحة النفسية للأطفال؟

جولةٌ في الأسواق… فرجة من دون شراء
في جولةٍ سريعةٍ لموقع “هنا لبنان” على أسواق الزينة والألعاب، نلاحظ ارتفاعاً كبيراً ومخيفاً في الأسعار، ما جعل الأسواق شبه فارغة. فشجرة العيد يبدأ سعرها من 900 ألف ليرة وصولاً إلى حدود الـ3 مليون و500 ألفًا، بحسب حجمها، وقد تصل إلى أكثر من ذلك. أما زينة الشجرة، فحدث ولا حرج، وعليه وبعملية حسابية سريعة، فإنّ زينة بسيطة لشجرة العيد مع إضاءة، قد تصل كلفتها إلى حدود المليوني ليرة لبنانية.
في حين أنّ أسعار اللعب، لا سيما ألعاب الماركات العالمية، فهناك الأرقام مخيفة، حيث أن أبسط لعبة قد تُهدى إلى طفل، لا يقلّ سعرها عن 100 ألف ليرة لبنانية.
تقول سعاد: “لن نشتري هذا العيد شجرة، وسنعتمد في الزينة على ما تبقى من العام الماضي، من دون أي إضافات، فهناك أمور أهم، كما وأن هذا العام لن يكون هناك هدايا وبابا نويل”.

ولكن ما هو تأثير هذا الأمر على الأطفال الذين ينتظرون العيد لشراء الملابس الجديدة، والحصول على الهدايا والألعاب التي لطالما حلموا بها؟ سؤالٌ حملناه إلى المعالجة النفسية رنا حداد، التي أكدت في حديثٍ لـ”هنا لبنان” أن على الأهل إبعاد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية قدر الإمكان عن الأطفال، خصوصاً وأن الطفل غير قادر على تقبّل هذه الأفكار، أو فهمها بالطريقة الصحيحة، مشيرة إلى أنه على الأهل في هذه الفترة العمل على البدء بتفسير هذا الأمر للطفل، قبيل الوصول إلى فترة الأعياد، ومحاولة التعويض بأمور أخرى، كالنشاطات المنزلية والعائلية، والتي تحتوي على الأمور المعنوية للتعويض عن الأمور المالية.
وشددت حداد، على أهمية التركيز على الأمور المعنوية، التي تشكل حافزاً للطفل، لتخطي الأمور المادية، بحيث يكون اجتماع العائلة هو الأهم في العيد، لا الهدايا، مع ترك الحرية للطفل باختيار المكان الذي يرغب بزيارته، واعطائه هامشاً من الحرية لاختيار ملابسه، والمأكولات، ما يعزز ثقته بنفسه من جهة، ويشكل له نوعاً من التعويض عن الهدية، مؤكدة ضرورة أن لا يكون يوم العيد يوماً مشابهاً للأيام الأخرى.
وتابعت أنه من الضروري العمل على تحويل هذه المناسبة إلى درس للطفل يتعلم منه أهمية الأمور المعنوية، والسعادة التي يمكن أن تعود بها هذه الخطوات على الكثير من أفراد العائلة، ما سينمي لديه روح المسؤولية، وأهمية التعاون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us