الحدود الإسرائيلية – اللبنانية إلى الواجهة.. سيناريو مضبوط على إيقاع فيينا


أخبار بارزة, خاص 3 كانون الثاني, 2022

كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :

عامان مرّا على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثّوري قاسم سليماني، ولا يزال الحديث عن الردّ على طاولة البحث من دون أيّ تقدّم، فهل تشتعل جبهة الجنوب في الذكرى السنوية الثانية؟ أم يبقى الأمر مضبوطاً على إيقاع مفاوضات فيينا؟

هذه الأسئلة حملناها إلى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أحمد تمساح، الذي استبعد في حديثٍ لـ “هنا لبنان” إمكانية نشوء أيّ حربٍ في المديين القريب والبعيد بين لبنان وإسرائيل، على الرغم من السيناريوهات التي تتحدث عن تحضيراتٍ إسرائيلية لعمليةٍ عند الحدود الشمالية، مشدداً على أنّ حزب الله غير قادر مادياً واقتصادياً على تحمّل هذه الأعباء في الداخل، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، والظروف المعيشية المتردّية التي تضرب اللبنانيين.

وكانت صحيفة جيروزاليم بوست قد قالت إنّ “لعبة القط والفأر” على الحدود الشمالية لإسرائيل “يجب أن تنتهي”، مع زيادة التهديدات الّتي يشكّلها حزب الله ووحدة خاصة تابعة له عملت في سوريا لعدة سنوات.

ويقول تقرير الصحيفة الإسرائيلية إنّ “التهديد الحقيقي” للحدود الشمالية يأتي من وحدة النخبة في حزب الله التي تسمى وحدة “الرضوان” نسبةً إلى القائد العسكري السابق في حزب الله، عماد مغنية (الملقب بالحاج رضوان)، الذي قُتل في دمشق عام 2008 في عملية منسوبة إلى إسرائيل.

ويذكر تقريرٌ سابقٌ لمعهد واشنطن أنّ هذه الوحدة لفتت الانتباه أكثر من غيرها في سوريا، مشيراً إلى أنّ عناصرها يتمتعون بمهاراتٍ خاصّةٍ في تنفيذ الغارات، وتوقع تكليف الوحدة بالتسلل إلى إسرائيل في حال اندلاع حربٍ جديدةٍ بين الطرفين.

وقال تقرير جيروزاليم بوست أنّ عناصر “الرضوان” سيكونون في طليعة أيّ هجومٍ لحزب الله ضدّ إسرائيل، ووضع تصوراً لتسلّلهم إلى البلدات الإسرائيلية على طول الحدود، بهدف قتل أكبر عددٍ ممكنٍ من المدنيين والعسكريين مع إطلاق وابلٍ من الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبّابات.

ويقول التقرير إنّ عناصر الوحدة قاتلوا في سوريا لعدّة سنوات، مما أكسبهم خبرةً عمليّةً واسعة، وقد عاد معظمهم إلى جنوب لبنان، ويدرك الجيش الإسرائيلي أنّ عناصر المجموعة على صلةٍ بجميع محاولات التسلّل وتهريب المخدرات عبر الحدود.

وفي هذا الإطار، أكّد تمساح أنّ الحدود الاسرائيلية – اللبنانية مضبوطةٌ اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى على إيقاع المفاوضات التي تجري في فيينا، خصوصاً وأنّ لبنان بات اليوم ورقة ضغطٍ على الطاولة، أسوةً باليمن، ولعلّ التصعيد الأخير هناك ضدّ السعودية، لخير دليلٍ على الموقف المحرج الذي يعاني منه الوفد الإيراني في المحادثات.

وتابع: كما إسرائيل كذلك المجتمع الدولي، ستقوم بالمستحيل لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، خصوصاً وأنّ طهران تسعى للوصول إلى المرحلة التي وصلت إليها اليابان في تطوير السلاح النووي.

وعليه فإنّ كل السيناريوهات التي تتحدّث عن إمكانية نشوء حرب إسرائيلية مع حزب الله، قد تكون بعيدةً عن الواقع نظراً لعدم رغبة الطرفين في الوصول إلى هذا التدهور الكبير، وترك الأمور مضبوطةً ضمن إيقاعٍ محدّدٍ منعاً لتفلّت الأمور في سيناريو لا يرغب به الطرفان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us