“حزب الله” يتوعّد “السعودية” و”أميركا” بالانتقام فينحر لبنان… سعيد: “نصر الله مش قاشع حدا”


أخبار بارزة, خاص 4 كانون الثاني, 2022

كتب طوني عطية لـ “هنا لبنان” :

في كلّ مناسبة عزاءٍ يقوم بها “حزب الله” لقياديّي محور “الممانعة” الذين سقطوا في معاركهم الإقليمية نتيجة تدخّلاتهم في واقع الدول وخرق سيادتها وتخريب تركيباتها المجتمعية الداخلية، يتحوّل لبنان الباحث عن الحياة، إلى مأتمٍ لا يجد فيه من يعزّيه ومن ينزع عنه السواد الذي تتقاسمه يد السلطة العاجزة من جهة، ويد “الحزب” المهيمنة على قراره من جهةٍ أخرى!

ومعها يتحوّل كلّ خطابٍ إلى معركةٍ مجانيةٍ نحن بغنى عنها، يدفع أثمانها هذا الوطن المنحور من الوريد اللبناني الداخلي إلى الوريد العربي الخارجي، واضعاً تطلعات اللبنانيين، وما تبقّى لهم من آمالٍ في مهبّ الريح.

العزاء لسليماني والمأتم للحكومة اللبنانية!

أطلّ السيد حسن نصر الله أمس، في ذكرى اغتيال الإيراني قاسم سليماني بهجومٍ عنيفٍ على المملكة العربية السعودية، متوجّهاً إلى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، قائلاً: “يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدّر الفكر الوهّابي الداعشي إلى العالم وهو أنتم، والإرهابي هو من أرسل آلاف السعوديين لينفّذوا عمليات انتحارية في العراق وسوريا”، وأشار إلى “أنّ الإرهابي هو من يحتحز مئات الآلاف من اللبنانيين (الموجودين في السعودية) ويتّخذهم رهائن ويهدّد بهم دولة لبنان كلّ يوم”، متوعّداً الولايات المتّحدة الأميركية وحلفاءها بالانتقام لدماء سليماني.

ولعلّ أبرز ما بات واضحًا للسيد نصرالله في حروبه العربية، أنه أصبح “يعلم” تداعياتها السلبية على لبنان، مستبقاً في خطابه الهجومي على الملك بالقول: “بعرف رح تقوم القيامة بكرا”.

وكي لا ينزلق لبنان أكثر نحو الموت المحتّم وينقطع ما تبقى من خيط أمله الرفيع، الذي تعوّل عليه حكومة ميقاتي، في إعادة ربط مصلحة لبنان العليا والوجودية، بإحياء علاقاته العربية والسعودية تحديداً، سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالردّ على نصر الله بأنّ “ما قاله بحقّ المملكة لا يمثّل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين”، داعياً إلى “اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية، رأفةً بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها ولنتعاون جميعاً لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها فنعيد ترميم أسس الدولة وننطلق في ورشة الإنقاذ المطلوبة”.

ردّ النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في اتصالٍ مع “هنا لبنان” على خطاب نصر الله، شابكاً موقفه بموقف الرئيس ميقاتي، معتبراً أنّ “نصر الله لا يرى أيّ وجودٍ لدولة لبنان وحكومته على الخارطة المحلية والدولية، سوى صندوق بريدٍ إيرانيّ، يستعمله لإرسال التهديدات والرسائل إلى دول الخليج العربي والعالم الحرّ”.

وقال: “إنّ كلام أمين عام حزب الله عن الملك سلمان الذي اتّهمه بحجز اللبنانيين وتهديد لقمة عيشهم، مردودٌ عليه، لأنّ من يشكل خطراً على أرزاق ومصالح اللبنانيين ووجودهم في الدول الخليجية، هي سياسات الحزب وخطابات زعيمه الذي لا يتوانى عن ضرب ما تبقى من أسسٍ للدولة اللبنانية، غير الموجودة أصلاً في حساباته، ومخطّطه في تيئيس الشعب اللبناني ودفعه إلى الرحيل والهجرة وضرب كل مقوّمات صموده الوطني والاقتصادي والاجتماعي”.

وعن مصير الحكومة بعد خطاب الأمس، تساءل سعيد عن “جدوى وجود حكوماتٍ في لبنان، تنتجها إيران وتهيمن عليها عبر ذراعها اللبنانية، وتفخّخها بعدّة ملفات، إذا لم تفجّرها، تُعطّل عملها وانعقاد جلساتها، لتكون النتيجة واحدةً وهي عدم السماح لها بالحياة، إلا بما يخدم مصالحها التوسّعية، كأنّ لبنان لا يعدو كونه منبرًا لإطلاق الأحقاد وتخريب العلاقات الدولية والعربية التي لا يمكن التنفّس من دونها”.

واعتبر أنّ “الجمهورية الإسلامية في إيران لا تعيش من دون تأجيج الصراعات وخلق مناخات توتّرٍ في المنطقة، باستغلال جماعاتها الموالية لها من أجل تحسين شروطها التفاوضية في الملف النووي وتعزيز مكانتها الإقليمية، والتأكيد بأنها قادرةٌ على إشعال الفوضى والنيران وإخمادها”.

وعن معرفة “نصرالله” المسبقة بتداعيات كلامه ونتائجه على الواقع اللبناني، ختم سعيد قائلاً: “هو (مش قاشع حدا ومستوطي حيطنا) لأنه لا يقيم أيّ اعتبارٍ لكرامة اللبنانيين ورأيهم في تحديد مصيرهم، ولا يعترف بأيّ حواراتٍ داخليةٍ ولا يحترم التزاماته ولا يقيم وزناً للدساتير والقوانين واللعبة السياسية الديمقراطية، كما أنّه لا يحترم حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استغرب في أكثر من مرةٍ الهجومات المتكررة ضدّ المملكة العربية السعودية ودول الخليج”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us