نموذج سليمان فرنجيّة


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

أخطأ سليمان فرنجيّة مرّةً جديدة. تسميته لزياد مكاري وزيراً للإعلام تُعتبر خطأً جسيماً.
لا علاقة لمكاري، لا من قريب ولا من بعيد بالإعلام. في حكومة الاختصاصيّين، لا علاقة له باختصاصه أبداً. الوزيران الأكثر بُعداً عن اختصاصهما سمّاهما فرنجيّة.
لم يقع اختيار رئيس المردة على مكاري إلّا من أجل كسب أصواتٍ من عائلته في الانتخابات النيابيّة. الوزارة في خدمة النيابة. والحقيقة أنّ غالبيّة النماذج الوزاريّة التي قدّمها فرنجيّة في السنوات الأخيرة لم تكن على قدر الآمال الموضوعة على زعيمٍ مرشّح لأن يكون رئيس الجمهوريّة. ويوحي ذلك بأنّ ما سيفعله فرنجيّة رئيساً لن يكون بعيداً عمّا يفعله اليوم.
والحقيقة أيضاً أنّ فرنجيّة لم يلتقط بعد “نفس” ما بعد ١٧ تشرين الأول حيث يتصرّف بسلوك ما قبل هذا التاريخ المفصلي، ويكابر كأنّه ليس من ضحايا “الثورة”.
وإذا كانت مؤشرات كثيرة تدلّ على أنّ حضور فرنجيّة تراجع بشكلٍ ملحوظ، فإنّ الرجل اعتمد على تعيين مكاري، كواحدةٍ من خطواتٍ ينوي اتّخاذها لتحسين وضعه الانتخابي.
ولكن، لكي يكسب ثقة الناس وتأييدهم له كمرشّح رئاسي، كان الحريّ بفرنجيّة أن يتصرّف بأسلوبٍ مختلف وأن يقدّم أفضل الوجوه لتولّي الحقائب الوزاريّة، من المتخصّصين الكفوئين، وأن يحقّق هؤلاء الإنجازات لا أن يمرّوا مرور الكرام، وتُرسم حول بعضهم علامات استفهام.
هو اختبارٌ آخر يسقط فيه سليمان فرنجيّة، تماماً كما سقط قبله جبران باسيل. نموذجان للرئاسة يُنذران بأسوأ ممّا نحن عليه اليوم. ولكن، ما يتفوّق فيه باسيل هو وضوح معظم مواقفه، بينما نجهل مواقف فرنجيّة من قضايا كثيرة، فهو نادراً ما يصرّح، ونادراً ما يقوم بنشاط، إلا إذا كان النشاط رحلة صيد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us