الصوت السنّي


أخبار بارزة, خاص 21 آذار, 2022

كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

حسنًا فعلت دار الفتوى وتحديدًا المفتي عبد اللطيف دريان في الدعوة للمشاركة في الانتخابات النيابية ترشيحًا واقتراعًا، وحسنًا فعل الرئيس فؤاد السنيورة حتّى لو أنّه لم يترشّح بقراره خوض الانتخابات بكلّ جرأةٍ وتصميمٍ من خلال دعم لوائح في بيروت وغيرها، وحسنًا فعل سامي فتفت ومصطفى علوش وغيرهم بالترشّح لخوض الانتخابات في مناطقهم.

هؤلاء أدركوا أنّ الساحة السنّيّة لن يشوبها الفراغ بل سيكون لها من يُمثّلها بالقليل أو الكثير من الأصوات الانتخابية في مختلف الدوائر التي تتواجد فيها، وبالتّالي سيكون لها نوّابٌ في البرلمان ووزراء في الحكومات المقبلة، وأدرك هؤلاء أيضًا أنّ لهم دورًا في ملء أيّ فراغٍ من أجل الحفاظ على دورٍ لشريحةٍ سنّيّةٍ تؤمن بالسيادة والاستقلال وحصرية السلاح للدولة القوية وقيام اقتصادٍ مزدهر.

وانطلاقًا من هذه الحال لا يتوقّع أن يبادر أبناء الطائفة السنّيّة على مختلف انتماءاتهم إلى المقاطعة ولا سيّما تلك الشريحة التي توصف بالسيادية، ولن يصوّت هؤلاء بكيديّةٍ وبخلفية الانتقام من أيّ طرفٍ سياسِيٍّ سياديٍّ وخاصّةً القوّات اللبنانية لأنّهم يدركون خلافًا للبعض أنّ المعركة مصيريّةٌ ووجوديّة، وأنّ مسألة التّحالف مع القوّات هي أكبر وأعمق من مسألة تشكيل لوائحٍ انتخابيّةٍ مشتركة.

اقتراع الصوت السنّيّ السياديّ إلى جانب القوّات اللبنانية ليس جريمةً أو خيانة، ولكن كيف نَصِفُ مثلًا الصوت السني الذي يذهب إلى محور الممانعة، وبماذا نصف أيضًا من يُسهّلون فوز هذا المحور في الانتخابات النيابية، وبماذا نَصِفُ أيضًا من يسعون لمنع شريحة كبيرة من اللبنانيين من التأثير بالقرار اللبناني؟

في الخلاصة معركة استعادة السيادة والدولة معركة واحدةٌ لا تُفرِّق بين صوت مسلم أو مسيحي، ولا تفرِّق بين صوت سنّيّ أو قواتيّ، ومن يحاول التفرقة قد يكون ساعيًا إما لعدم استعادة السيادة والدولة وإما للكيدية والانتقام وفي الحالتين سيكون الخاسر الأكبر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us