أهالي المفقودين رهينة شمعة الأمل: “لا نريد البحر قبراً لأولادنا”!


أخبار بارزة, خاص, مباشر 29 نيسان, 2022

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

“ما تعزونا”، “كيف بدنا نتقبل تعازي”، “مين خبركم ماتوا”، هي عبارات تكررها عائلات مفقودي زورق الموت، هم الذين لا يعرفون طعم الحياة منذ 7 أيام بانتظار خبر ما!
يرفض معظم الأهالي تقبل التعازي، فطالما لا جثث هناك أمل، ويطرحون فرضيات عدّة حول إنقاذ أبنائهم. ولهم الحق.
وسط هذا الأمل، الذي يتضاءل يوماً بعد يوم، ما زالت عملية البحث عن المفقودين “محدودة”، فالهدف هو الزورق الغارق، وتحديداً الغرفة السفلى منه، وهي الغرفة التي اجتمع فيها عشرات المهاجرين غير الشرعيين معظمهم نساء وأطفال.
ووفق المعلومات فإنّ معظم الذين تمّ إنقاذهم أو إيجاد جثثهم هم من كانوا على سطح الزورق، أما من لم تعرف مصائرهم بعد فهم وفق الناجين كانوا في “الكابين” أي الغرفة السفلية.

وبالعودة إلى الزورق، فقد بات معلوماً أنّه لا يتسع إلاّ لـ30 شخصاً، وفي أقصى الحالات قد يصل عدد ركابه إلى الأربعين. وتشير المعلومات إلى أنّ المهاجرين تفاجأوا بالعدد الكبير وكانت إحدى الضحايا قد أكّدت لأقربائها قبل السفر أنّ الزورق مؤمن وأنّ عدد الأشخاص محدود وكل شيء مجهز.

ووفق ما تؤكد مصادر مطّلعة على التحقيقات، فإنّ بعض الضحايا حينما رأوا الزورق مكتظًّا وعدد الركاب يقارب الـ80 أو ربما يزيد، ترددوا في الركوب غير أنّ المبالغ الهائلة التي دفعوها للمهرب واستحالة استردادها دفعتهم للمضي بهذه المغامرة.

هذا ويخشى أهالي الضحايا من تسوية ما على حساب أبنائهم، لا سيّما وأنّ الأجهزة الأمنية في طرابلس تحاول ترسيخ فرضية ومفادها “أنّ الزورق غرق لوحده”.

إلى ذلك تشكّك مصادر متابعة بتوقيت عرض فيديو قديم لزورق غارق في تقرير للـ “LBCI”، وتعمّد إثارة الجدل والالتباس حوله. وتتوقف هذه المصادر عند تسريب فيديوهات الإنقاذ التي صوّرت ليل الحادث، سائلة: لماذا لم يسرّب الفيديو كاملاً كي تكشف الحقيقة بكلّ تفاصيلها؟

في المقابل، فإنّ ما بات يتردد عن استحالة الوصول إلى المركب وإخراج الضحايا منه، هذا إن كانوا بداخله، يحبط الأهالي، هم الذين يرفضون فقدان الأمل قبل مشاهدة الجثث بأمّ عينهم، ويقول هؤلاء بحرقة: سلمنا أمرنا لله بأبنائنا ولكن أقلّه نريد قبراً نبكي عليه!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us