استعراض باسيل “الوقح” في عكار: لا تغتالوني!


كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

“مستفزةّ” هي زيارة النائب جبران باسيل إلى عكار، و”الأوقح” هو الاستعراض.
أمس، توقف البحث عن مفقودي زورق طرابلس، الأهالي يؤكدون “لا خبر ولا مخبر”، العائلات تصارع موتها البطيء في انتظار أيّ معلومة كانت. في الوقت نفسه الإعلام كان في غفلة عن هذه الحادثة، وصوّب الأنظار على باسيل.
لم يحترم باسيل وجع أهل المدينة، ولم يستمع لصوتها الرافض لقدومه. لم يراعِ الظروف التي يعاني منها الأهالي وصدمة الموت، وكعادته ضرب كل شيء عرض الحائط، وجاء إلى عكار محاطاً بالآليات العسكرية ومحصناً نفسه بدرع واقٍ من الرصاص.

باسيل يريد أن يدخل طرابلس وهو يخشاها وهو يرى “الشياطين” في وجوه أهلها، يريد أن يدخلها وهو ينظر إلى مواطنيها كدرجة عاشرة، مواطنون لا حقوق لهم..
باسيل يريد أن يدخل عكار لا مؤمناً بها، وإنّما متحدياً لمزاجها..
يريد أن يجول بين طرابلس وعكار دون أن يملك الجرأة لمواجهة أهل هذه المناطق، فيتحصّن منهم من الرصاص، ولكن من قال له، أنّ في طرابلس وعكار قتلة متسللين؟ وأنّ هناك من هو على استعداد لأن يلوّث يديه بدماء السلطة القذرة؟!
من قال له، أنّ أبناء هذه المدينة هم هواة قتل واغتيال؟ وأنّهم يحترفون الجريمة..

كلا، أحد لم يقل. هو فقط بعنصريته، بفوقيته، يرى هؤلاء “دواعش”، ويرى طرابلس “قندهار”، وعكار منطقة محرومة تنتج الإجرام برأيه، هو يظنّ كل ما سبق، ولكنّ الظرف انتخابي، وباسيل يريد “كسر راس” القوات، سيّما بعد تصميم الأخيرة على حصد المزيد من المقاعد في هذه الدائرة، وهذا ما دفعه لأن يتحدّى كل شيء ويأخذ كل إجراءات الأمان الممكنة كي يدخل إلى طرابلس وعكار ويخرج منهما سليماً!

وسط كل ذلك، ووسط هذا الحشد العسكري لحماية الذات الباسيلية، كان البحر هادئاً. فعمليات البحث توقفت، والأخبار صمتت.. وصوت وجع الأهالي وحده يعلو! هؤلاء الذين شاهدوا عبر التلفاز تغطية ومواكبة زيارة باسيل أيقنوا بينهم وبين أنفسهم أنّ البلد “بيسوى جبران باسيل”.

يقول قائل، إنّه موسم الانتخابات، فباسيل يريد الأصوات، والإعلام يريد المال، وطرابلس لطالما كانت صندوق بريد، هي وعكار.
هذه المدينة التي لم تكن يوماً إلاّ جسر عبور للرسائل رغم أنّها قدمت الدماء والشهداء، ودفعت الأثمان الكثيرة في سبيل الحرية والسيادة، ورفضت الهيمنة والاحتلال، غير أنّ الدولة لم ترها بهذه الصورة. لم ترها سوى مدينة هامشية، مدينة المواسم الانتخابية والشعارات الفارغة والوعود الكاذبة!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us