ليلة القبض على رياض


أخبار بارزة, خاص 23 حزيران, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

” ليلة القبض على فاطمة” (1984) هو آخر فيلم مصري جمع المخرج هنري بركات وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. وسبق الفيلم الجماهيري بسنتين مسلسل بنفس العنوان وبنفس الموضوع من بطولة فردوس عبد الحميد وفاروق الفيشاوي.

و”ليلة القبض على رياض” هو آخر فيلم يسعى السيّد رئيس الجمهورية لإنتاجه وإخراجه قبل خروجه من بعبدا، ويلعب الرئيس في الفيلم دور البطل المنقذ مسترجع أموال اليتامى والأرامل والفقراء والكادحين، وتلعب دور البطولة النسائية النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية الحادة الطباع غادة عون، وتشارك في الفيلم وحدة من أمن الدولة وضيف الشرف الممثل الصاعد عمر حرفوش مع إطلالة خاصة لخبير فك الخزنات بيار الصقر.

وبسبب ضعف السيناريو، وفشل المشهد الأقوى في فيلم “ليلة القبض على رياض” مرّات ومرّات، لا بدّ من إقامة ثكنة لجهاز أمن الدولة قرب منزل سلامة في الرابية، وقرب الشاليه، ومحاصرة مصرف لبنان، وتقديم مشروع قانون يتيح للقضاء الإستعانة بحدادين محلّفين ومعلمي شليمون وخبراء خزنات كضابطة عدلية. لن يعتزل السيد الرئيس قبل إنجاز رائعته.

يرتكز الفيلم إلى ثلاثية “تبييض أموال” والـ “إثراء غير المشروع” و”تهريب الأموال إلى الخارج”، وسبق لمنتج الفيلم الحالي أن هرب ملايين الدولارات إلى فرنسا، بتحويلات موثقة، وذلك في العام 1989 وحالت التسويات السياسية دون القبض عليه أو حتى مساءلته من قبل القضاء المختص، كما أن صهر المنتج يحمل من وزارة الخزانة الأميركية وسام الفساد من رتبة فاسد أكبر، كما أن الشبهات تحوم حول ثروة مؤسس الجمهورية الثالثة، الممثل اللبناني الفرنسي عمر حرفوش.

يبحث البطل الأسطوري، عن ختم تاريخ بطولاته الوهمية بفيلم خرافي كبير تذكره الأجيال المقبلة وذلك بتحميل رياض سلامة مسؤولية انهيار الدولة وشيطنته بكل وسائل التضليل والضخّ والفحيح والدس، وهو إن لم يكن بريئاً من التهم التي تُساق ضده، فهو بالتأكيد تلميذ راهبات في جمهورية الفاسدين والعاجزين والمعطّلين وفاقدي المبادرة.

بين النواب والوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين أثرياء لم يقوموا في حياتهم بعمل منتج ويصح فيهم قول زياد الرحباني: “طيب كيف هيدا وكيف ملايينو وولا مرة شايفينو عرقان”، وإذا وُضع رياض سلامة بينهم سيبدو كتلميذ راهبات في صف عفاريت.

يحكي رياض سلامة بالأرقام الموثقة، كما فعل في مقابلته الأخيرة، يجابه بسيلٍ من الشتائم والإتهامات الشعبوية. يكشف عن ثروته ويُخضع نفسه للتدقيق يُواجه بالسفسطة. يدعم الطحين والمازوت والدواء والبنزين يُتهم بتبديد الإحتياط. يمتنع عن سياسة الدعم يُتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. يصدر تعاميم لاحتواء الإنهيار الإجتماعي والمصرفي يسخرون، وعلى المقياس العوني هذا… قِسْ.

خطأ رياض سلامة الأول، شراء الوقت لمصلحة الفاشلين في السلطة، بسياسات مالية استفاد منها كثيرون وأجّلت السقوط المحتوم.

والخطأ الثاني قبول التمديد له في العام 2017، فليته ترك الحاكمية لحكّام آخر زمن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us