بعد الفراغات القاتلة.. فراغ الخلاص ضرورة


أخبار بارزة, خاص 19 آب, 2022

كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يتحدث بعض من في تيار الممانعة من حزب الله والتيار الوطني الحر تحديداً عن أنً الفراغ الرئاسي في هذه المرحلة سيكون قاتلاً، وكأنّ هذا الفراغ في المراحل السابقة كان مبعثاً لحياة الوطن والمواطنين وازدهارهم واستقلالهم.

الفراغ السياسي في مفهومه العام هو قاتل بشكل أو بآخر وهذا ما برهنته التجربة اللبنانية، وأشدّ الفراغات فتكاً وقتلاً بلبنان واللبنانيين كانت تلك التي حصلت في الأعوام ١٩٨٨ و٢٠٠٧ و٢٠١٤.

في العام ١٩٨٨ انتهت ولاية الرئيس أمين الجميل ولم ينتخب رئيس جديد وسلم الجميل السلطة لحكومة انتقالية برئاسة العماد ميشال عون الذي شنّ حربي التّحرير ضدّ الجيش السوري والإلغاء ضدّ القوات اللبنانية وكانت نتائجهما كارثية على المسيحيّين تحديداً: قتلى وجرحى وتهجير وهجرة ودمار، والأخطر هو أنّ حرب التحرير استجلبت اتفاق الطائف الذي رفضه العماد عون ورفض تسليم السلطة لرئيس الجمهورية المنتخب بموجبه، فاغتيل الرئيس رينيه معوّض ثم أجاز الرئيس الياس الهراوي دخول القوات السورية إلى المنطقة الشرقية وتحديداً إلى قصر بعبدا الذي تركه العماد عون والتحق بالسفارة الفرنسية.

الفراغ الثاني القاتل كان مع انتهاء ولاية الرئيس العماد إميل لحود في العام ٢٠٠٧، ففي ٧ أيار من العام ٢٠٠٨ وبالتكافل والتضامن بين حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون، شنّ مسلّحو الحزب مع غيرهم من مسلّحي التنظيمات هجوماً طال بيروت والجبل سقط فيه عشرات القتلى والجرحى وأسفر سياسياً عن اتفاق الدوحة الذي أتى بالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ولكن هذا الاتفاق الذي حرم العماد عون وقتها من رئاسة الجمهورية كرّس سياسة التعطيل التي أرادها حزب الله مع حلفائه وفي مقدمهم التيار الوطني الحرّ، وأصبحت بدعة الثلث المعطل في الحكومات والاستقواء بالسلاح للتوزير مبادئ تعطيلية أخّرت مثلاً تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام ١١ شهراً كرمى لعيون توزير جبران باسيل.

الفراغ الثالث القاتل كان في العام ٢٠١٤ مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وقد فرض حزب الله هذا الفراغ لمدة سنتين ونصف السنة من أجل فرض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وقد نجح في نهاية المطاف بذلك، ولكن فترة الفراغ الطويلة آنذاك أصابت الاقتصاد وما تبقى من الدولة اللبنانية بكلّ أنواع الأضرار وزادت من عمق أزمات اللبنانيين مع الداخل والخارج وقد استكمل هذا المسار مع تولّي العماد ميشال عون مقاليد رئاسة الجمهورية فلم يجد أحداً بقربه حتى حليفه حزب الله ولكنه ارتمى في أحضانه أكثر فأكثر فتبنّى كلّ سياساته ما وضع لبنان على كل الصعد في وضع حرج وصل في نهاية الأمر إلى الانهيار الكامل الذي يبدو أن لا أفق له مع استمرار سياسات محور الممانعة في التحكم بلبنان وشعبه واقتيادهم نحو المزيد من العزلة والتخلف.

في ٣١ تشرين الأول المقبل وللمرة الأولى قد يكون الفراغ في رئاسة الجمهورية مطلوباً ومفيداً للبنان، لأنّه سيشهد حدثين الأول هو انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون والثاني وهو الأهم والمُلحّ وهو عدم السماح بانتخاب رئيس موالٍ لمحور الممانعة.

للمرة الأولى قد لا يكون الفراغ قاتلاً للبنان واللبنانيين، بل قد يكون واحداً من سبل الخلاص وخطوة الإنقاذ الأولى في رحلة الألف ميل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us