أسعار لقاحات الأطفال كارثية… وصحتهم لم تسلم من الأزمة الاقتصادية


أخبار بارزة, خاص 2 أيلول, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

لم تتوقف الأزمة الاقتصادية اللبنانية عند انهيار غالبية القطاعات في لبنان، فالأطفال ولقاحاتهم الضرورية والأساسية وقعوا أيضاً ضحية هذا الانهيار و”سيطرة” الدولار الأمريكي على الليرة اللبنانية.

أحدث الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون اليوم هي أزمة أسعار “لقاحات الأطفال”. منها اللقاحات الضرورية للرضع وحديثي الولادة، ومنها الأساسية لمحاربة أي فيروس أو مرض يمكن أن يواجه الطفل. هذه الأزمة تعتبر من أكثر الأزمات حساسية وصعوبة وتضع الأهالي بحالة “خوف وهلع” حيث أنها تمس بصحة أطفالهم.

يسيطر الخوف على الأهل لعدم توفر اللقاح اللازم لأطفالهم من جهة، ولعدم التمكن من شراء اللقاح من جهة أخرى بحيث أن الدولة اللبنانية “الفاشلة” قد رفعت الدعم عن كل اللقاحات من دون التفكير بخطورة هذا الأمر على صحة الأطفال، وخصوصاً بالنسبة للأهالي الذين لا يجنون الدولار، ودخلهم الشهري لا يتخطى الحد الأدنى بالليرة اللبنانية “المنهارة”. فأسعار تلك اللقاحات أصبحت كارثية، وبالتالي وضع الأهالي اليوم بمواجهة أسعار اللقاحات صعب جداً… ولا شكّ أن هذا الموضوع لا يجوز فيه الإهمال أو التأجيل.

الأزمات التي تواجه اللبناني اليوم تجعله متردداً في البقاء في لبنان وتدفعه للتفكير في الهجرة إلى أي بلد آخر، ولا سيما عندما تمس كل تلك المشاكل بصحة طفله وتعرض حياته للخطر. المشهد اليوم يهدد صحة أولادنا، وحتى لو كانت اللقاحات مؤمنة في الصيدليات أو عند الوكلاء أو الأطباء، إلا أن أسعار تلك اللقاحات تصطدم “بناقوس الغلاء الفاحش” الذي يهدد حالة الأهالي المعيشية ويجعلهم “مكتوفي الأيدي” عند سماع سعر اللقاح والمبلغ الهائل المتوجب دفعه لشرائها.

َوتعليقاً على هذا الموضوع أشار نقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف في حديث خاص لـ “هنا لبنان” إلى أن هناك خطتين لازمتا لقاحات الأطفال، الأولى، الخطة التي وضعتها وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، والتي تؤمن بالمطلق كل لقاحات الأطفال الضرورية والأساسية للمستوصفات ومجاناً. وأضاف أنه في المقابل، ولأن هناك العديد من اللبنانيين غير معتادين على الذهاب إلى المستوصفات، فالخطة الثانية تقوم على شراء المريض اللقاح من الصيدلية وإجرائه عند طبيبه، أو أن يأخذ اللقاح عند الطبيب وأن يأخذ الأخير فقط كلفة هذا اللقاح من دون كلفة المعاينة.

ولفت أبو شرف إلى أن أسهل طريقة على الأهالي لإجراء لقاحات أطفالهم بالذهاب إلى المستوصف، مؤكداً أن المستوصف جيد جداً وكل من يقول عكس ذلك، فغير صحيح. وتابع أن الطبيب يشتري اللقاح بالدولار، مؤكداً أن كل اللقاحات لها تسعيرة واحدة، إلا أنه لا يوجد رقابة من قبل الدولة على سعر كلفة اللقاحات. وشدد على أن هناك أشخاص يعملون بضمير وآخرون يستغلون حاجة الناس.

وعن الاختلاف بتسعيرة اللقاحات بين صيدلية وأخرى، قال أبو شرف في حديثه لـ “هنا لبنان” أن هذا الوضع غير مقبول، ومن المفترض أن يتم التقدم بشكوى عند نقابة الصيادلة بهذا الخصوص. وأكد أن اليونيسف تساعد في تأمين لقاحات الأطفال للمستوصفات، معتبراً أن أرخص وأسهل طريقة اليوم للبناني أن يسجل اسمه في المستوصف لإجراء اللقاحات اللازمة ولتأمين أدوية الأمراض المزمنة.

وكشف أبو شرف أن جميع لقاحات الأطفال موجودة حالياً، لافتاً إلى أن عدم تثبيت سعر صرف الدولار يخلق تلاعباً بأسعار اللقاحات، لأن الطبيب يشتري اللقاح بالدولار. واعتبر أنه لا يجوز التلاعب بتسعيرة اللقاح بالدولار، ومن المفترض أن تبقى التسعيرة نفسها كما سعرتها وزارة الصحة.

إنّ صحة الأطفال على المحك، وبالتالي التلاعب بلقاحاتهم غير مقبول. ويبدو أن اللبناني أصبح كل همه سرقة أخيه اللبناني ولو بوسائل وبقطاعات مختلفة. وبحجة ارتفاع الدولار كل منهم يسعر على ليلاه. والمشكلة الكبرى أن اللقاح نفسه وبالمواصفات ذاتها موجود في كل الصيدليات ولكن بأسعار مختلفة، والأقلية من الصيدليات تعتمد تسعيرة وزارة الصحة. للأسف حتى صحة أطفالنا أصبحت للتجارة في هذا البلد.

الصحة هي ركيزة البقاء، وللبقاء نحن بحاجة إلى أطباء وصيادلة… وضميرهم..!!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us