الترسيم إلى ما بعد بعد الانتخابات الإسرائيلية


أخبار بارزة, خاص 7 أيلول, 2022

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

تتجمع المعطيات قبل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، لتفيد بأن الوسيط لا يحمل معالم اتفاق ناجز بين إسرائيل ولبنان، يتناول كل نقاط الخلاف المتبقية وهي كبيرة.
ما بات يسمى باتفاق الإطار الذي ينتظر أن يطرحه هوكشتاين في زيارته المرتقبة لبيروت، يتمحور حول نقاط أساسية للاتفاق ويتجاهل نقاط أخرى لا يمكن توقيع الاتفاق من دون بتها والأبرز منها:
أولاً: لم يعد خافياً أن التصور الأميركي بعد التشاور مع إسرائيل، بات يقرّ بالتسليم للبنان بحقل قانا مقابل تسليم لبنان بحقل كاريش لإسرائيل، وهذا التبادل يصلح لأن يكون عامل فك اشتباك وتوطئة لتفاهم كبير على الترسيم، لكن تحديد تفاصيله يتجاوز مبدئيته أهمية، والتفاصيل المعني بها، تتعلق بكيفية صياغة الاتفاق، سواء بالنسبة لمخزون الغاز في حقل قانا، أم في ملكيته القانونية، التي تعني ترسيماً يخترق حدود فلسطين البحرية جنوباً، أم أن اتفاق الإطار سيتحدث فقط عن عملية تقاسم موارد الغاز في قانا أياً كانت النسبة لصالح لبنان أو لصالح إسرائيل، أم سيكتفي بتعهد إسرائيلي مكتوب بأن مخزون قانا هو ملكية لبنانية صافية، لا تلزم إسرائيل بالإقرار بكون هذا المسطح المائي يدخل ضمن حدود لبنان البحرية التي سيتم ترسيمها.
ثانياً: لن يكون مؤكداً أن يحمل هوكشتاين إقرارا إسرائيلياً بالخط 23 كاملاً، أي حسب الخرائط البحرية بالبلوكين 8 و9 كاملين، فالاتفاق المبدئي إذا أدخل إسرائيل في ملكية البلوك 8 فهذا سيكون عاملاً ناسفاً لأي اتفاق وقد يؤدي إلى توقف المفاوضات وعودة لغة المسيرات التي ربما يخاطر حزب الله بإرسال المزيد منها كرسائل صوتية وغير متفجرة الهدف منها التشويش على قرار إسرائيل بالاستخراج المبدئي للغاز في شهر أيلول. ما بات معلوماً أن إسرائيل تريد أن تقتحم البلوك 8 بذريعة أنها تريد عبره تمرير أنابيب نقل الغاز إلى قبرص فأوروبا، لكن الأكيد أن إسرائيل تريد تقاسم مخزون هذا الحقل مع لبنان، لمعرفتها بأنه يحوي مخزوناً كبيراً، وبالتالي فإن ذريعة مرور الأنبوب تخفي طمعاً بالثروة الغازية شمال الخط 23، وهذا ما سيؤدي إن حصل إلى توقف المفاوضات.
ثالثاً: من غير المعروف ما إذا كان اتفاق الإطار الذي يحمله هوكشتاين، سينص على أي مشاركة إسرائيلية ولبنانية مشتركة في الاستخراج أو تقاسم العائدات سواء عبر طرف ثالث أو بالمباشر، وهذه المشاركة مرفوضة من حزب الله الذي بات يفاوض بطريقة شبه مباشرة، لأن أيّ مشاركة من هذا النوع ستعزز مشهد التطبيع البحري، وستنقل الصورة إلى العالم عن تعاون إسرائيلي ولبناني وهو ما يتفاداه حزب الله، ذلك على الرغم من أن أيّ اتفاق سيكون بمثابة اتفاقية تطبيع من دون توقيع.
الواضح إذاً أنّ أيّ اتفاق غير مكتمل سيحمله هوكشتاين سيكون توطئة لتأجيل التصعيد ولتأجيل القرار بالتوقيع على التّرسيم إلى ما بعد استحقاق الانتخابات الإسرائيلية، ذلك أن حكومة إسرائيل المؤقتة غير مستعدة لتحمل أكلاف سياسية لاتفاق سيكون من مسؤولية الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات، كما أن هذه الحكومة أو أي حكومة لن تذهب إلى اتفاق مع لبنان تحت ضغط المسيرات، كي لا تمنح حزب الله مجاناً انتصاراً سياسياً يمكنه من تعزيز قبضته على لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us