إستحالة الانتخاب الرئاسي


أخبار بارزة, خاص 9 أيلول, 2022

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

حتى الآن ليس من السهل انتخاب رئيس للجمهورية ففي البداية ليس هناك من فريق واحد قادر على تأمين نصاب الـ ٨٦، كما أن ليس هناك من فريق واحد يستطيع حتى الآن جمع ٦٥ صوتاً لمرشح في الدورة الثانية إذا تأمن نصاب الـ ٨٦.

في محور الممانعة، حيث المنافسة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يحصل اتفاق على أي مرشح والجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأمور بين الرجلين هل يتنازل باسيل لفرنجية وبأي ثمن؟ أو هل يتنازل فرنجية لباسيل وعندها يستطيع رئيس التيار الوطني الحر تأمين أصوات حركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي للوصول إلى سدة الرئاسة؟هل يمكن لباسيل وفرنجية أن يتوافقا على اسم ثالث يدعمانه للوصول إلى قصر بعبدا؟

الإجابة عن كل هذه الأسئلة ليست متوفرة الآن وربما لن تتوفر قبل أشهر ربما يقتنع بعدها الرجلان بأن وقت التنازلات الكبرى قد حان ربما من كليهما أو من واحد منهما لصالح الأوفر حظاً.

في المقلب الآخر حيث السياديون والمستقلون والتغييريون تبدو الأمور صعبة أيضاً فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يحظى بتأييد ٦٥ نائباً، وأي مرشح آخر غيره في هذا المحور يحتاج لنواب التغيير الـ ١٣ وكسب هؤلاء سيكون أمراً متعباً لأي مرشح لأن المواصفات التي وضعوها يمكن وصفها بالطوباوية، ولأنهم لم يمارسوا بعد فن السياسة كما يجب وهو الذي يقتضي براغماتية معينة توصل إلى الهدف المنشود وهو إيصال رئيس إلى قصر بعبدا يختلف عمن سبقوه منذ ما بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض وحتى اليوم.

هذا الواقع الرئاسي الصعب لدى المحورين يجعل الشغور في رئاسة الجمهورية مستمراً من دون أي سقف زمني إلا إذا انقلب البعض على مواقفه ومبادئه رأساً على عقب، أو إذا استلزم الوضع اللبناني تدخلاً خارجياً دولياً وعربياً أنتج تسوية ما، أو إذا تمكن محور من فرض إرادته بالقوة، وفي كل هذه الحالات سيواصل اللبنانيون دفع الثمن لأن أي رئيس نتيجة لتسويات أو انقلابات او لفرض أجندات لن ينجح حيث فشل الآخرون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us