وما المطلوب من بسام المولوي؟


أخبار بارزة, خاص 20 أيلول, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

بالغ المدافعون عن حقوق المودعين في امتداح خصال مقتحمي المصارف، بالأسلحة الرشاشة مدعومة بغالونات بنزين لبث الرعب في صفوف الموظفين والعملاء إن وُجدوا لحظة الإقتحام. ولا يقلل التلويح بسلاح لعبة من خطورة الفعل والنوايا. فشهر المسدس البلاستيكي قد يتسبب بنوبة قلبية أو بأزمة ربو أو بهلع بين أبرياء تحوّلوا في لحظة طيش إلى رهائن.

وبالغ كثيرون في انتقاد وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، الذي تعاطى مع أحداث الجمعة بمسؤولية منبّهاً المودعين “إلى ألا يدفعهم أحد إلى زعزعة الوضع الأمني في البلاد لأهداف سياسية أو لتنفيذ أجندات معينة” لافتاً إلى “أن بعض الجهات التي تدفع الناس إلى هذه الخطوات معروفة لكن لا يمكن أن نكشف تفاصيل بسبب سرية التحقيقات”.

قبل أزمة المصارف والسيولة واحتجاز الودائع أو “لولرتها” كانت هناك جهات سياسية ضد المصارف إيديولوجياً أو لأسباب تتعلّق بالعقوبات الأميركية إلى درجة أن نواب كتلة الوفاء للمقاومة (الإسلامية) كانوا يتلقون مخصصاتهم من دون المرور بالآليات المعتمدة.

وقبل الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أعوام، وضع “مجهولون/ معلومون/ محترفون” قنابل تحذيرية في جوار مصارف معينة.

لنعد إلى وزير الداخلية.

ماذا كان يفترض به أن يفعل بعد هجمات الجمعة؟

أيتوجه بالتهنئة القلبية إلى مقتحمي المصارف على نيل حقوقهم بالقوة؟ أو يوصي بمنحهم أنواط الشجاعة؟

هل يشجع المترددين، على مهاجمة أفرع المصارف، وإجبار المدراء والموظفين على دفع المتوجب عليهم قانوناً وبالعملة الصعبة؟

هل يدفع بسرية مكافحة الشغب، لممارسة الشغب؟

هل يواجه معاليه الغضب المعطوف على شغب بحكمة أو ينكفئ وينسحب من المشهد؟

ثم ألا يعني حصول المودع المغوار على حقوقه كاملة حرمان المودع المسالم من جزء يسير من حقه، بعد إقفال المصارف أبوابها وماكينات الصرف الآلي أفواهها؟

هل المطلوب سيادة الغوغاء على العقلانية، رغم الوجع الإنساني الصريح؟

واضح أن الأزمة أكثر تعقيداً، من منظومة مصارف سطت على أموال مودعيها، وهرّبت أموال نافذين إلى الخارج خلافاً للمعايير الأخلاقية وأبسط قواعد التعامل مع جميع المودعين بالعدل.

وواضح أن “الحاكم” أجّل الإنهيار لأعوام ولم يصنعه.

وواضح أن السلطة السياسية، سعيدة بأكباش المحرقة، وهي الناهب الأول لأموال الخزينة والمسبب الأول لهذا الإنهيار الإقتصادي/الإجتماعي والعاجز الأول عن إيجاد الحلول لتنظيم السقوط المريع.

وما ليس واضحاً بعد، ما هو المطلوب غداً من وزير داخلية في حكومة تصريف أعمال؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us