ربع الساعة الأخير


أخبار بارزة, خاص 28 أيلول, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

يحتقر السياسيون، بأكثريتهم الموصوفة، الوقت. خصوصاً من منهم في سدة المسؤولية. فرأس الهرم اللبناني عطّل وحلفاؤه إنتخابات رئاسة الجمهورية، والجمهورية بدرجة أقل، 25 شهراً وستة أيام بهدف تحقيق الميثاقية برئيس قوي شعبيّاً. ميثاقية يجسّدها العماد الثمانيني ميشال نعيم عون ولا أحد سواه. الدستور اللبناني لا ينص على رئيس ميثاقي. الدستور العوني ينص… و”نص”، ومن لا يعجبه الإجتهاد الفقهي هذا فليدقّ رأسه بالحيط.

والأنكى، أن الرئيس الجنرال، مبدد الوقت، يحمّل الآخرين تلك المسؤولية. وهم ليسوا براء، بخاصة “الثنائي الشيعي الوطني ش.م.ل”، الرائد في تعطيل الحكومات والجلسات منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم. والرئيس/الجنرال له جملة مأثورة مؤرّخة في 24 تموز 2021 بأحرف من ماء الذهب “لكل دقيقة قيمتها” مضى على الإنتخابات الإنتخابية الأخيرة، 4 أشهر ونصف الشهر ومائة يوم على إعادة تكليف الرئيس ميقاتي. “ولوووه كيف بيمرق الوقت! ” يقول السيد الرئيس كلما ذكّره أحدهم بالوقت الضائع. هذا ما أفترضه.

يراهن السيّد الرئيس على تشكيل حكومة جديدة أو تنقيح القديمة في ربع الساعة الأخير قبل انتهاء ولايته. ليلةً عظيمة ستكون ليلة31 تشرين الأول يحييها العونيون على طريقتهم. سيحشر رئيس الحكومة المكلّف ميقاتي بإبدال غزلان بـ… أسود! إثنان أو ثلاثة، وبشروط قاسية. تحت وطأة الوقت يفعل المرء ما لا يفعله وهو مرتاح على وقته.

يراهن كثيرون على رئيس جمهورية “يُطبخ” في ربع الساعة الأخير وهو اليوم منقوع كمرشّح مع بهاراته ومطيباته وأحلامه، يغامر السياسيون باللعب على حافة الهاوية والوقت عند كل استحقاق. فقانون إنتخابات العام 2000 صدر في العام 2000 وليس عقب مهزلة 1992. اعترض كثيرون على قانون غازي كنعان ولم يتمكنوا من تعديله إلّا في العام 2009. أخذوا وقتهم. حتى ربع الساعة الأخير. شكراً قطر.

وقانون الإنتخابات الأخير ( 2018) أقرّ في مجلس النواب وكانت ولاية البرلمان “الممغوط”، في ربع الساعة الأخير إذا صح التعبير. ولأن الرئاسة بالرئاسة تُذكّر، ففي صيف العام 1988 أفشل اللدودان العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بالتكافل والتضامن إنتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، كما أحبطت القوى المسيحية فرض النائب مخايل الضاهر ولم تتمكن من ترشيح ماروني بديل. وكان المحامي كريم بقرادوني وقتها يشغل منصب نائب قائد القوات اللبنانية، وكخبير في الإنتخابات والحسابات توقع ذاك الصيف الملتهب، إجراء الإستحقاق الرئاسي في ربع الساعة الأخير من ولاية الرئيس أمين الجميل، وما حصل في ذاك “الربع” أن الجميّل، وبعد سقوط كل الخيارات كلّف العماد ميشال عون بالحكومة فتعهد الأخير بمصيرنا وبتحريرنا. وكان المشوار الطويل.

بعدما “مترس” الجنرال في القصر مع أركان حربه. سأل صحافي المحامي بقرادوني: ماذا عن ربع الساعة الأخير الذي روّجت له؟ فأجاب مبتسماً: حصل تمديد للوقت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us