أطفال لبنان يبكون جوعاً: “نريد حليباً”


أخبار بارزة, خاص 5 تشرين الثانى, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

فيما يتخبّط الوضع السياسي في لبنان ما بين الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، وفيما لا يزال الدولار يلعب في أرجاء الساحة الاقتصادية، المصرفية، والمالية، سَئِم اللبناني من المعاناة التي تتكدّس فوق رأسه يومياً. ومن بين كل تلك الأزمات، أزمة حليب الأطفال التي لا تزال في ديارنا.

منذ انهيار الوضع الاقتصادي وتفاقم المشاكل على كل المستويات، عانى أولياء الأطفال وخصوصاً الصغار منهم والرضع من شح في الحليب. ما أدّى إلى هلع في صفوف الأهالي خوفاً من عدم حصولهم على الحليب المناسب لأطفالهم، والذي يحتوي على الفيتامينات والبروتينات الضرورية والكالسيوم والمكملات الغذائية التي توفره لجسم ونمو الطفل والتي تحافظ على صحته بشكل جيّد.

إن أزمة حليب الأطفال جوهرية لا يمكن التهاون فيها، حيث لا يزال الأهالي يدورون على مختلف الصيدليات لتأمين الحليب لطفلهم علّهم يجدون علبة متبقية. وبعد الأزمات التي تتوالى، ونظراً للشح في حليب الأطفال في معظم الصيدليات، لجأ بعض الأهالي من ناحية إلى استبدال الحليب الكامل البروتين بالحليب العادي، ومن ناحية أخرى توقف بعضهم عن إعطاء أطفالهم الحليب الخاص لهم واعتمد على حليب البقر، ومنهم من ظلّ “يلفّ ويدور” للحصول على علبة أو أكثر تكفي طفلهم.

في المقابل، تفيد المعلومات العلمية، أنه يمكن لمعظم الأطفال أن يتناولوا ابتداء من سن السنة حليب البقر من دون مشكلة، شرط ألا يعانوا حساسية منه، لذلك اعتمد عدد كبير من الأهالي بعد الارتفاع الجنوني لسعر علبة الحليب بأكثر من 8 أضعاف نتيجة أزمة الدولار والتي أصبحت ما فوق 600 ألف ليرة لبنانية إلى شراء الحليب العادي بدلاً من الحليب المعتمد للأطفال دون السنة أو السنتين. وبالتالي، وعملياً إن سعر علبة الحليب يرتفع كلّما زاد عمر الطفل، أي أن سعر علبة الحليب رقم 1 والمخصص للرضع وحديث الولادة والذي يستخدم من عمر يوم إلى ستة أشهر هو أقل كلفة من سعر علبة الحليب رقم 3 المخصص للأطفال ما فوق عمر السنة. وتزامناً مع هذه الأزمة، إن حليب الأطفال أصبح عبئاً على الأهالي ذو الدخل المحدود، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مع معاناة جديدة لا تقل صعوبة عن باقي المشاكل بل أكثرها تعقيداً لأنها تخص صحة الأطفال وتطور نموهم.

في هذا الإطار، كشف أحد الصيادلة في حديث خاص لـ “هنا لبنان” أن هناك بعض ماركات حليب الأطفال مقطوعة حالياً، والبعض الآخر متوفر بجميع الأحجام، مضيفاً أن هناك شركات لم تسلّم الصيدليات الحليب لأنها في انتظار استيرادها من الخارج، وهذا الأمر يتطلب وقتاً. كما وأشار إلى أن هناك بعض الماركات من الحليب مقطوعة منذ شهر أو أكثر من دون معرفة الأسباب، بالإضافة إلى أنه بات يوزّع على الصيدليات عدداً محدوداً من علب الحليب وليس بكميات كبيرة كما في السابق.

ولفت إلى أن علبة الحليب العادي متوفرة بكميات أكثر بكثير من الحليب المخصص للأطفال كامل الفيتامينات، ولكن وبالرغم من ارتفاع الأسعار فان غالبية الأهالي لا يزالون يصرّون على البحث عن الحليب اللازم لطفلهم ولو كان مكلفاً. وأضاف أن علبة الحليب أصبحت تتوافر بمختلف الأحجام، ممّا يسهّل على الأهالي شراء الحجم المناسب بالسعر المناسب.

وأوضح الصيدلي لـ “هنا لبنان” ان الشح في حليب الأطفال ليس دائماً بسبب الاحتكار أو التخزين، بل في بعض الأحيان هناك مشكلة في عملية الاستيراد وعدم توفّر عملة الدولار.

وفي الإطار عينه، يشدد أخصائيو التغذية على أنه قبل عمر السنة لا يجب الخلط بين أنواع الحليب المتوافرة لكل مرحلة عمرية، ويصرّون على عدم إعطاء حليب البقر للأطفال دون عمر السنة. كما ويؤكد أطباء الأطفال على أهمية الرضاعة الطبيعية التي توفر صحة قوية للطفل ولنموه.

ختاماً، الصحة عنوان الحياة، وصحة الأطفال هي العمود الفقري لاستمرارية الحياة. والحفاظ على صحتهم هو أمر أساسي وضروري. لذلك نتمنى أن تنتهي أزمات لبنان علّنا نسترجع كل مقومات العيش الكريم لنا ولأطفالنا من دون أي هلع أو خوف من الحاضر أو المستقبل…!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar