بري وجنبلاط.. تنسيق وصولاً إلى التسوية!


أخبار بارزة, خاص 9 تشرين الثانى, 2022

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

في كل مرة يجتمع فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، تتنوع محادثاتهما بشقيها المحلي والخارجي، وتحل القضايا السياسية والاقتصادية ضيفاً رئيسياً في خلالها. فالرجلان اللذان اعتادا على التنسيق عند كل محطة أو مفصل لم يبدلا في عادتهما. ومهما طالت المسافة الزمنية بين لقاءاتهما، فحتماً سيجتمعان للتشاور وتبادل الطروحات والاتفاق على مقاربة واحدة يتم التفاهم عليها. وفي شريط الذكريات المشتركة بينهما، لقاءات واتفاقات واجتراح حلول وتسويات أيضاً، وهذا الأمر لا ينطبق على ملف إنما ملفات استغرقت جولات وصولات من التواصل المباشر أو عبر موفدين.

عندما يجتمع الأستاذ والبيك سوياً، فذاك يعني أنهما يتكتكان معاً، يقرءان في كتاب واحد ويخرجان بخلاصة قائمة أولاً وأخيراً على بعض المصالح.. يرمي رئيس الاشتراكي بعض الكلام لقراءة ما بين السطور، ويلتقي الرئيس بري بعد ذلك بمجموعة صحافيين للتعبير عن توجه معين، لكن السر يبقى سراً إلى حين يقرران الإعلان عنه. وليس بالضرورة أن يكون اجتماعهما الأخير قد رتب بعض الأمور، فللحديث صلة، لكن التشاور كان ضرورياً لوضع الفرضيات أو الاحتمالات ومناقشة مستقبل الاستحقاقات.

وتقول أوساط سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان”، أن الرئيس بري والنائب السابق جنبلاط افتتحا لقاءات التواصل التي في الأصل لم تنقطع بينهما والواضح أن عنوانها الأساسي الانتخابات الرئاسية في ضوء تعذر الوصول إلى نتيجة في هذا الملف والتوقعات التي تطلق عن شغور مفتوح الأمد، وتلفت إلى أنهما على إدراك تام بمأزق الرئاسة وإن تليين المواقف ليس سهلاً باعتبار أن كل فريق رفع من سقوفه الكلامية ولن يتنازل عنها في الوقت الراهن، مشيرة إلى أنه في اللعبة السياسية يعرفان جيداً كيف تميل “الدفة” وأن تمايزهما الحالي في اختبار مرشحي الرئاسة لا يفسد في الود قضية، مع العلم أن المواصفات التي حدداها للرئيس العتيد تكاد تكون واحدة.

وترى هذه الأوساط أن لقاءهما لم يطلق التحضير لطبخة ما، لكن مما لا شك فيه أنه أسس لها مع العلم أن لكل من الرجلين هامشاً في التحرك ضمن إطار الخصوصية السياسية، لافتة إلى أن معرفتهما الدقيقة ببعض الملفات تتيح لهما طرح مساع محددة والمشاركة في إنجاز التسوية إذا لزم الأمر.

ويقول عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب الدكتور بلال عبدالله لـ “هنا لبنان” أن زيارة النائب السابق وليد جنبلاط إلى الرئيس بري هي لتهنئته بالجهد الذي قام به في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، معلناً أنهما تشاورا حتماً في عدد من القضايا، لكن ما من تفاصيل معينة وإن ما يجمع بينهما هو العمل على نهضة مؤسسات البلاد وحمايتها من الانهيار.

ويلفت إلى أنهما يركزان على تشجيع الحوار والتوافق ويشكلان مصدر حركة توافقية من أجل مصلحة لبنان، ويؤكد في رد على سؤال أنه من المبكر الحديث عن أي جهد يبذل في إطار تسوية تتصل بالاستحقاق الرئاسي لا سيما أن أي تسوية تتطلب مشاركة القوى السياسية في البلاد.

ويلفت إلى أن هناك تفاهماً بينهما وإن أي تباين لا يؤثر على الاحترام المتبادل أو الحرص الوطني المشترك على البلاد في ظل العواصف الإقليمية والدولية.

من المؤكد أن رئيس مجلس النواب ورئيس الحزب التقدمي سينخرطان في أي حل يعمل عليه بشأن الاستحقاق الرئاسي حتى وإن لم يحن أوانه بعد…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us