“الميلاد” يعود إلى جبيل ليضج بالحياة.. والسوق “ليس مجانياً”!


أخبار بارزة, خاص 10 كانون الأول, 2022

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

لأعوام عدّة، حجزت جبيل مقعداً متقدماً بين أجمل الأشجار على مستوى لبنان والعالم. وكان اللبنانيون يتسابقون لزيارتها ولالتقاط الصور بين ربوعها والاحتفال بروح الميلاد التي تتبلوّر بين شجرتها والمغارة.

غير أنّ شجرة الميلاد في جبيل لم تكن يوماً عادية، بل دائماً ما كانت مساحة للابتكار والمنافسة، وكانت في كل عام تحمل رسالة معيّنة تطوف حول الأمل والحياة والتمسّك بمفاهيم العيد.

جبيل، الجاذبة للسيّاح، انطفأ بريقها في السنوات الثلاث الأخيرة، إن بسبب جائحة كورونا أو بسبب الأزمة الاقتصادية، وأصبح العيد يمرّ بقربها خجولاً محدوداً، فيما حرمت من تجديد زينتها.

غير أنّ هذا العام، جاء مختلفاً، إذ قررت مدينة الفينيق أن تعود إلى روحيتها، فخرجت من الرماد، وارتدت ثوب العيد بإضاءة الشجرة التي حملت شعار “إيد بإيد منحتفل بالعيد”.

علماً أنّ جبيل هذا العام لم تكتفِ بالشجرة والمغارة، بل أعلنت أيضاً افتتاح السوق الميلادية.

وفي متابعة لهذه الأجواء الميلادية، كان لـ “هنا لبنان” جولة في ساحات هذه المدينة، التي ازدحمت مقاهيها بمتابعي كأس العالم، أما الشارع الروماني الذي توسطته الشجرة إلى جانب المغارة والسوق الميلادية فكان يستقبل الوفود، وهؤلاء وإن كان عددهم ما زال خجولاً غير أنّ الأمل هو في الأيام المقبلة لا سيّما وأنّ الافتتاح لم يمضِ عليه غير يومين.

في السوق الميلادية، تزدحم الأكشاك، فيتنافس الباعة في ما يعرضون، إن من جهة الأطعمة أو الحلويات المتنوعة، أو حتى التحف الصغيرة التي تمثل المدينة وتاريخها وآثارها، ليضاف إلى كل ما سبق المشروبات الروحية..

وفي السوق أيضاً، نصادف الألعاب والزينة والقصص التي تجذب الأطفال، إلى جانب النشاطات والاحتفالات المتواضعة بمشاركة “بابا نويل” والشخصيات المقتبسة من الحكايات.

الدخول إلى هذه السوق ليس مجانياً، فالتجوال فيها يكلّف 150 ألف للبالغين، أما الأطفال فمجاناً. غير أنّ مبلغ 150 ألف ليرة والذي يساوي أقل من أربعة دولارات، منع العديد من الزوّار من دخولها، فاحتجبوا عنها لدواعٍ اقتصادية.

أما من دخلوا، فخرجوا فارغي الوفاض، وفق ما تؤكد صاحبة إحدى الأكشاك لـ”هنا لبنان” موضحة أنّ الحركة لا بأس بها غير أنّ الشراء ما زال محدوداً.

في هذا السياق توضح شركة “Eventions” التي افتتحت السوق الميلادية، والتي سبق لها أن نظمت مهرجان النبيذ اللبناني في بيروت وجبيل أنّ “الهدف من هذا النشاط، أي السوق الميلادية، هو التأكيد على أنّ جبيل رغم كل شيء تحارب وتقاوم الوضع الاقتصادي”، موضحة في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ الجهات التي تشارك في السوق هي نفسها التي سبق وشاركت في المهرجانات التي تنظمها الجمعية، بالإضافة إلى أصحاب الأعمال اليدوية”.

ولا تنكر الشركة أنّ الإقبال ما زال متواضعاً بسبب الأزمة الاقتصادية، متفائلة أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من الحركة والازدحام.

جبيل حاولت بقدراتها المتواضعة أن تعيد بهجة العيد إلى وسطها، وشركة “Eventions” أدخلت السوق الميلادية إلى مدينة الحرف بمجهود خاص.. ويبقى الأمل في ميلاد يخرج لبنان بكل مدائنه من ظلام الألم إلى نور الإيمان والأمل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us