رميش ترفع الصوت… لن نقبل أن نتحوّل إلى “لاسا 2”


أخبار بارزة, خاص 20 كانون الأول, 2022

كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:

لم تأت الصرخة التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الأحد حول ما يجري في منطقة رميش الحدودية، إلّا جرس إنذار تجاه التعديات الكثيرة التي تتعرض لها هذه المنطقة الحدودية، والخوف من أن تتحول هذه المنطقة إلى أرض جديدة متنازع عليها. ولكن ماذا يجري في هذه المنطقة الحدودية اللبنانية؟

يشير مصدر مقرب من أهالي المنطقة، إلى أنّ هذه المنطقة المتاخمة للحدود الإسرائيلية فيها الكثير من الأحراج والمساحات الواسعة في خراج البلدة، حيث بدأت جمعية “أخضر بلا حدود” التمركز فيها، تحت عنوان حماية الأحراج، إلّا أنّ الجميع يدرك أنّ هذه الجمعية التي أُسّست إبان حرب تموز في العام 2006، تشكل غطاءً للأعمال الأمنية للحزب في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي، وهذا الأمر معروف للقاصي والداني على حد سواء.

وتابع المصدر في حديث لـ “هنا لبنان”: “منذ مدة، بدأت هذه الجمعية بإنشاء مراكز لها في عدد من الأحراج، إلا أنّ هذا الموضوع لم يأخذ حقه إلى حين بدأت هذه الجمعية بشق طرقات توصل المراكز ببعضها، مع العمل على تثبيت هذه المراكز في الأحراج، وعلى أراضٍ تعود ملكيتها لأشخاص موجودين”.

ومن هنا، أَضاف المصدر، بدأت صرخة الأهالي ترتفع رفضاً لما تتعرض له أراضيهم، خصوصاً وأنّ هكذا أعمال في خراج البلدة، قد يجلب الويلات للمنطقة، وفيه تعدٍّ واضح على الأراضي والأملاك من دون أي علم أو استئذان من أحد، مشدداً على أنّ الأهالي سيتحركون للمحافظة على أرزاقهم بالقانون.

وإذ أكد أنّ الدولة بكامل أجهزتها إضافة إلى قوات الطوارئ الدولية، والبطريركية المارونية موجودة في المنطقة، شدد على أنّ الأهالي لن يتراجعوا عن حقوقهم تحت سقف القانون، لأنّه بات موضوع كرامة وأمن، بهدف وقف الإنشاءات وإزالة التعديات والتجاوزات التي حصلت، وانسحاب الغرباء من المنطقة.

وعن الدور الذي من الممكن أن تلعبه البطريركية المارونية في هذا الاتجاه، أكد المصدر أن البطريركية موجودة وتتحرك مع القوى الأمنية والجيش ووزارة الداخلية بهدف المحافظة على الارض والوجود المسيحي في هذه البقعة الجغرافية.

أبو كسم: للتروي في طرح الموضوع

ولكن ماذا تقول الكنيسة؟ هذه القصة حملناها إلى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام عبدو أبو كسم، الذي دعا عبر “هنا لبنان” إلى التروي في طرح هذا الموضوع، لكي لا يتحول إلى موضوع كباش بين اللبنانيين في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد، وخوفاً من أيّ احتكاك قد يحصل بين الأهالي في هذه المنطقة الحساسة.

أبو كسم، وضع ما جرى في رميش في إطار الأحداث التي تجري في أكثر من منطقة وتوتر الوضع، من العاقبية إلى التعدي على الممتلكات في لاسا، وما جرى في رميش، خصوصاً وأنّ السلطة المحلية في المنطقة لم تبدِ أيّ ردّ فعلٍ مما جرى.

وتابع ابو كسم: “ما يهم الكنيسة في هذا الظرف، هو ألّا يحصل أيّ خلاف بين الدول الحدودية من جهة، وأيّ خلاف بين أبناء الوطن، داعياً إلى عدم الاستمرار في سياسة الاستفزاز في هذا الموضوع والاحتكام إلى القانون.”

سعيد: ما يجري تعدي على الدستور

في المقابل، يعتبر النائب السابق فارس سعيد، أنّ ما يجري في رميش، يعتبر تعدّياً على الملكية الفردية في لبنان التي يكفلها الدستور، وبالتالي ما يجري لا يعطي أيّ اعتبار للدستور والقانون وهو أمر مرفوض ويجب أن يكون موضع معالجة سريعة.

ولفت في حديث عبر “هنا لبنان” إلى أنّ الجميع في لبنان يعرف كيف تدار الأمور في البلاد، وأنّ القوة السياسية تعمل على فرض إرادتها على أرض الواقع على أن يتم التفاوض بعدها، وما جرى في لاسا وجرد العاقورة خير مثال على ذلك.

وسأل سعيد: “أين الدولة اللبنانية في الجنوب، وأين القانون وفرق المساحة والتحديد والقوى الأمنية من كل ما يجري، وأين هي من المجموعة التي تنتهك القانون؟” مشدداً على أنّ البطريركية المارونية ستبقى صوتاً متقدماً من الأصوات في وجه المعتدين، إلّا أنّ الحل الوحيد الذي يجب أن يكون، هو تنفيذ القانون في وجه من يعمل ليلاً نهاراً على انتهاكه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar