مهنة النجارة تترنّح بين غلاء الخشب ونقص الطلب


أخبار بارزة, خاص 29 كانون الأول, 2022

كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:

يحتلّ النجّار مركزاً بارزاً في سلّم المهن الأساسيّة في كلّ مجتمع.
وتبدأ مهنة النجارة من أثاث البيت المتحرّك كالكراسي والطاولات والخزائن، إلى اللوازم الثابتة كالأبواب، الخزانات ورفوف الخشب والأباجور، فكلّ ما يحتويه البيت يمكن أن يصنع من الخشب.
والخشب الذي يُستخدم في مهنة النجارة متنوّع، كاللامَيكا والسنديان والسويدي والموغانو والأرز والشوح…
في الآونة الأخيرة، تراجع الطلب على أعمال النجارة بشكلٍ كبيرٍ في مختلف أرجاء لبنان، لأسباب وعوامل متراكمة.
بسؤالنا لمتعهّد مشاريع النجارة النجّار داني صقر (عمشيت)، أوضح لنا أنّه:
“حاليّاً، يكثر الطلب على خشب اللامَيكا، الذي هو خشب مصنّع وجاهز، يفصّل ويقشر ويدهن في المعمل، ونحن بدورنا نجمعه ونركّبه. فهذا الخشب أرخص من غيره، أي من الخشب الطبيعي الذي عادةً ما يكون بحاجةٍ إلى الدهان، ممّا يجعله مكلفاً أكثر من اللامَيكا”.
وعن أسعار الأخشاب وحالة المهنة في هذه الأيّام، قال:
“يصل سعر الخشب المصنّع الجاهز إلى نصف سعر الخشب الطبيعي، لهذا يكثر الطلب عليه.
وبخصوص أحوال مهنتنا، فالعمل قبل الأزمة الاقتصاديّة كان ممتازاً، فكانت كلّ الناس تطلب البضاعة الخشبية، إن كان راتبها بالليرة اللبنانيّة أو بالدولار؛ أمّا حاليّاً، فالمغترب فقط هو من يطلب أو من راتبه بالدولار. فبسبب هذه الأزمة، انخفضت نسبة العمل إلى النصف تقريباً”.
وعن أسباب تراجع الطلب، يقول صقر:
“إنّ ارتفاع سعر صرف الدولار والأزمات الاقتصاديّة والصحيّة المتلاحقة (أزمة جائحة كورونا والإقفال الناتج عنها) والحرب بين روسيا وأوكرانيا (وما أدّت إليه من ارتفاعٍٍ هائلٍ في أسعار الأخشاب المنتَجة في أوكرانيا) وكذلك ارتفاع الدولار الجمركي مؤخّراً، كلّ ذلك أثّر كثيراً على الطلب على ورش النجارة، لأنّ كلّ الخشب الذي يتمّ استعماله يأتي من الخارج، كما أنّ كلّ البضاعة التي نحتاجها في الورشة كالمفصّلات والبراغي والأدوات، جميعها تأتي من الخارج.
إلى ذلك، فالعديد من أصناف الخشب كان يُستورد من أوكرانيا، ومع الحرب تضاعف سعره”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar