وضع العائلات اللبنانية يزداد سوءاً.. والموت أصبح على مقربة منها!


أخبار بارزة, خاص 30 كانون الأول, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

في لبنان، الأوجاع والأحزان لا تنتهي. مصير عدد كبير من اللبنانيين بات معلقاً على “جلجلة” صعبة وقاسية.

في شهر الأعياد المجيدة، عائلات لبنانية حزينة. حيث أن المرض قد غطّى مداخل منازلها، والوجع زيّن خفايا حيطانه. وبالتالي، إن الوضع العام في لبنان بات سيئاً جداً، والشعب أصبح على محك الموت أو الانهيار الكامل، والحلول غائبة والسياسيون في غيبوبة لا يبدو أنهم سيصحون منها قريباً.

في كل زمان ومكان، يُحكى عن حالات مرضية صعبة، في لبنان أو في بلدان أخرى، هناك العديد من العائلات التي تعاني من أزمات صحية مزمنة. ولكن، الدولة في البلدان الأخرى، تنظر إلى تلك الحالات، إمّا لتعالجها، إمّا للإتيان بحل مستدام لها ولمساعدتها. أمّا في لبنان، فالدولة عاجزة عن التصرف ولو حتى بمسمارٍ صغير لمعالجة مشاكل الناس وأزماتها ولا سيما الصحية منها.

لا شك إن العديد من المناطق اللبنانية وخصوصاً المكتظة سكنياً، تعاني من شلل على جميع المستويات، في البنية التحتية، الكهرباء، المياه، المولدات، الغذاء، الطبابة، النظافة، البطالة وغيرها… ومع مرور الوقت ومع ظهور الأزمة الاقتصادية التي عصفت بجميع اللبنانيين ولا سيما الفقراء منهم، توالت الأمراض وتربّعت على عرش غالبية العائلات التي تعيش في تلك المناطق المعدمة.

في هذا الإطار، كشف خادم ومؤسس جمعية “العالم مسؤوليتنا” غابي خوام في حديث خاص لـ”هنا لبنان” أن هناك العديد من العائلات الفقيرة التي تحتاج للمساعدة، وخصوصاً في منطقة برج حمود، النبعة والنهر، والدورة حيث هناك اكتظاظ سكاني كبير، ووضع اجتماعي يرثى له. وأضاف أن عملهم الانساني يبدأ بالاستفسار عن حال العائلات وعن حاجاتهم الكبرى، مثل كسر في الكهرباء أو إيجار المنزل أو إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة، أو إعاقة جسدية.

وفي التفاصيل عن إحدى العائلات، لفت خوام إلى أن هناك فتاة من عائلة وضعها صعب جداً في منطقة برج حمود، تعاني من شلل منذ 20 سنة، لا تستطيع النهوض من الفراش، ولا حتى تحريك أي من أعضاء جسمها، كما أنها لا تسمع ولا ترى، ولا تتكلم، وليس لديها وعي كامل. بالإضافة إلى أمّ تعاني من مرض السكري، والذي تسبب لها بضرر في عينها، ممّا جعلها تفقد جزءاً من بصرها. وتابع أن الأيادي البيضاء تسعى اليوم إلى تأمين حقنة لمعالجة عين الأم، وسعرها 40 دولار أمريكي، ليتمّ فيما بعد إجراء عملية جراحية لعينها. وأكد أن كل تلك المساعي الإنسانية هي لمساعدتها لعدم فقدان حاسة النظر، وللاستمرار بمساعدة إبنتها، والاهتمام بها على جميع الأصعدة. وشدد خوام على أن وضع الأمّ وصحتها مرتبطان بحياة ابنتها، حيث أن “رينيه” الفتاة بحاجة ماسة إلى أمّها، خصوصاً أنها المعيل الوحيد لها، وإذا حصل أي مكروه للأمّ لا يوجد من يهتم بالفتاة. وتابع خوام أن كل شهر يتقدّم لهذه العائلة مواد غذائية، بالإضافة إلى تأمين الطبابة لهما كل سنة، لإجراء الفحوصات الضرورية والصور الشعاعية اللازمة لحالتهما الصحية. كما وأضاف أن هناك معالجة فيزيائية تأتي كل شهر لمساعدة “رينيه” لتحريك أعضاء جسمها.

وفي سياق الحديث، أكد خوام أن حالة “رينه” ووالدتها جزء لا يتجزأ من وضع الكثير من العائلات الفقيرة في لبنان.

وعن حالة مرضية أخرى من منطقة طرابلس، كشف أن هناك إمرأة، أمّ لولدين صغيرين، أنطفأت عينها، وأصبح لديها عمى جزئي بإحدى عينيها، وتحاول الجمعية اليوم أن تؤمن لها عدسات مناسبة لوضعها لعدم إطفاء شبكة العين، وكل ذلك لمساعدتها على الاهتمام بأطفالها وتربيتهم.

ختاماً، الوضع المأساوي في لبنان بات يتصدر الصفوف الأمامية، والكثير من البيوت تعمّ بالوجع والمرض والحزن، ولا سيما بعد الانهيار الاقتصادي الكبير الذي حرم غالبية الشعب اللبناني من الطبابة وتأمين أبسط اللوازم الضرورية لعيش كريم.

هذه الطبقة السياسية قد سببت بإنهيار الشعب والقضاء على حياتهم قبل أن تسبب بإنهيار الوضع الاقتصادي.

عسى أن تنقذ سنة 2023 لبنان من هذه المنظومة وتأتي بنفس جديد يعيد الأمل إلى صفوف الناس ويعطيهم مستوى عيش أفضل وحياة كريمة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us