جبران ينهي ظاهرة عون!


أخبار بارزة, خاص 31 كانون الأول, 2022

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

اختار ميشال عون محطته ليطلّ في أول مقابلة تلفزيونيّة بعد خروجه من قصر بعبدا. هي محطته ولو استعان بأموال الناس لتأسيسها وأعطاهم بالمقابل أسهماً لا قيمة لها، وولّى صهره عليها، وفشل ومع ذلك أبقاه في موقعه. في الحقيقة لم أعلم بالمقابلة إلا بعد صدور بيانٍ عن نبيه بري ردّاً على عون.

بحثت عن المقابلة عبر الإنترنت لمتابعة ما قاله الرئيس السابق. وجدتها، وشاهدتها لدقائق. لم أتحمّل أكثر. أسئلة بديهيّة وأجوبة “لا لانديّة”. كأنّ الرجل لم يحكم هذا البلد لستّ سنوات. هو لم يخطئ، قال. ولا يتحمّل مسؤوليّة أيّ شيء.

الرجل الذي كان “بيّ الكلّ” خرج من بعبدا تاركاً أيتاماً فقدوا ذويهم في انفجار المرفأ، فلا سعى إلى محاسبة بل غطّى المعرقلين وعارض التحقيق الدولي.

لكنّ الأهمّ أنّ ميشال عون اليوم لا يشبه بشيء ميشال عون أيّام زمان. يفتقد الرجل إلى النبض، وإلى عمق الاطلاع والأهمّ أنّه يفتقد للهالة التي كانت تحيط به. ولا يتعلّق الأمر هنا بالسنّ، ولا بخروجه من بعبدا. كان يملك هذه الهالة قبل بلوغ الرئاسة. السبب الحقيقي هو جبران باسيل.

باسيل أضعف عون. بات هو صاحب القرار الأول والأخير. باتت له جماعته، من المستفيدين و”المبيّضين”، وبعض هؤلاء لا يعني لهم عون شيئاً. يسمّونه “الختيار”، وفي الكلمة دلالة على عجز. أما باسيل فينبض بالشباب، ويجول مع مقرّبين منه على الثلج في اليوم التالي لعيد الميلاد، ويلتقط الصور، غير آبهٍ بسعر الدولار ولا بالكوارث التي انتهى بها عهد عمّه، بل عهده إن شئنا الدقّة.

أصبح عون اليوم خيالاً لعون الماضي. احتاج إلى من يمسك به كي لا يسقط، حين قصد بترون صهره. باسيل حاضر دوماً في زياراته، من البترون إلى OTV إلى بكركي. ولكنّ الصهر يسرق الضوء من العمّ. هو الذي يفاوض وهو الذي يقرّر، وعون لا يطّلع إلا على القليل، ويبتسم دائماً مناصراً باسيل. جبران أولاً، قبل بناته الثلاث اللواتي لم تنشر أيّ منهنّ صورةً مع والدها في العيد. حبّ جبران اللامتناهي فكّك العائلة أيضاً. وحبّ جبران أبعد كثيرين عن “التيّار”، في طليعتهم ابن شقيقه الذي نبذه عمّه فقط لأنّه عارض جبران.

انتهت ولاية ميشال عون في العام ٢٠٢٢، وفي العام نفسه انتهت ظاهرته وقد عمّرت عقوداً. هو، “تيّاريّاً”، زمن جبران باسيل، على أنقاض ميشال عون.

من الحبّ ما قتل، يقولون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us