المؤامرة


أخبار بارزة, خاص 17 شباط, 2023

من أهم أسباب الانهيار الذي نعيشه اليوم والمتمثّل خاصة بارتفاع سعر صرف الدولار، هو العقم السياسي الذي أوقعنا البعض فيه وما زال.


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

في كل مرّة يتّهم البعض الإدارة الأميركية بأنّها تقف وراء ما يعاني منه لبنان، وهذا البعض يعتبر نفسه رأس حربة في مواجهة “المشروع الأميركي”، ولكنّها كما يبدو مواجهة تصيب لبنان بالضرر بدل أن تعود عليه بالفائدة، والضرر ناجمٌ عن الوسائل التي يستخدمها هؤلاء في ما يقولون إنّه تصدٍّ لهذا المشروع.

لا نريد العودة كثيراً إلى الوراء لبرهنة أنّ ما أصاب لبنان ليس مؤامرةً أميركيةً، بل هو انهيارٌ ناجمٌ عن ممارساتٍ لأطراف لبنانية امتهنت الهروب إلى الأمام ورمي المسؤولية على الغير وفي مقدّمهم الولايات المتحدة.

في المثال الحاضر أمامنا انتخابات رئاسة الجمهورية، فهل من يعطّل هذه الانتخابات هم الأميركيون؟ هل واشنطن تطلب من حلفائها تطيير النصاب والاقتراع بورقة بيضاء؟ هل لواشنطن مرشح فإمّا أن يصل هو وإما لا انتخابات؟

من المهم جداً أن يدرك الرأي العام في لبنان أن من أهم أسباب الانهيار الذي نعيشه اليوم والمتمثّل خاصة بارتفاع سعر صرف الدولار، هو العقم السياسي الذي أوقعنا البعض فيه وما زال.

هذا البعض لم يكن يريد سوى حكومات ما يُعرف بالوحدة الوطنية أي حكومات المحاصصة التي لم تشتهر ولم تنجز سوى التعطيل، هذا البعض لم يسهل أي إصلاح ورفض اللجوء إلى صندوق النقد قبل الإنهيار وأصرّ على حشو الدولة بالأزلام والمحاسيب، هذا البعض أوقعنا في فراغ وشغور حكومي ورئاسي سنوات وسنوات كانت الوصفة الجاهزة لإسقاط الدولة ورموزها، هذا البعض أصر على زج لبنان واللبنانيين في صراعات لا علاقة لهم بها ودفع الجميع الثمن.

هذا البعض مازال مصرّاً اليوم على إكمال مسيرة الإنهيار، فهو يرفض ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية يوحي بالثقة للبنانيين والعالم، وبالتالي يرفض تشكيل حكومة فاعلة وعاملة متجانسة تختلف عن حكومات التعطيل السابقة، ما يعني أنه يرفض بدء عملية الإنقاذ السياسي والاقتصادي، فبمجرد أن ينتخب رئيس مختلف وبمجرد أن تشكل حكومة مختلفة سينعكس ذلك أولاً على سعر صرف الدولار وعلى تعاطي دول العالم معنا ما يتيح للبنانيين فرصة حقيقية لالتقاط أنفاسهم والخلاص من المؤامرة الفعلية وليس الوهمية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar