قالوا عني مجنونة


أخبار بارزة, خاص 23 شباط, 2023

لو لم تكن ممارسات غادة عون الكيدية من أسباب انهيار النظام القضائي، والإجهاز على ما تبقى من تواصل مصرفي مع الخارج ومن إمكان نهوض القطاع مجدداً، لما وجد القيّمون على بقايا الدولة سبباً لكف يدها.


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

لو سلكت التشكيلات القضائية مسارها الطبيعي، قبل ثلاثة أعوام، لكان القاضي سامر ليشع اليوم مدعي عام جبل لبنان عوضاً عن القاضية غادة عون، لكن كما يعرف الجميع فإنّ الحلم الذي لا يشيخ، لم يوقّع التشكيلات التي رفعها مجلس القضاء الأعلى، ووقعتها، بعد مماحكات، وزيرة العدل ماري كلود نجم ووزير المالية، المنقطعة أخباره، غازي وزني، ووزيرة الدفاع زينة عكر عدرا. قيل يومها أنّ طويل مستشاري القصر وكبيرهم سليم جريصاتي “بشبش” في أذن الحلم / الجبل ونصحه بألّا يوقع. والأرجح أن الجنرال، ما كان بحاجة لنصح، وشاء ممارسة صلاحياته التعطيلية وإبلاغ القاصي والداني “أن غادة أنا وأنا غادة”.

لو وُجد تفتيش قضائي “قد حالو” لكانت “الريسة غادة” الموضوعة بالتصرّف، تقوم اليوم، وفي خلال شهر الصوم، برفقة الأخت أغنيس، بسياحة دينية بين براد ومعلولا ومار موسى. ما فعلته مع شركة ميشال مكتف لوحده، في بلد غير مختل، كان كافياً لتجميد مهامها أو إحالتها إلى التقاعد المبكر..

لو تصرّفت مدعي عام جبل لبنان، بتحفّظ يفرضه موقعها كما يفعل كل القضاة، ولو لم تتخطّ رؤساءها، لو لم تكن عونيتها فاقعة إلى أقصى حد، ولو لم تضرب القانون بعرض الحائط، ولو لم تتمنّع عن تسلّم طلبات كف يدها، ولو لم “يشنكلها” الظاهرة عمر حرفوش ويستضفها في باريس، للمشاركة في مؤتمر من دون تكليف أو إذن أو دستور، لكانت الأمور أخذت منحى آخر.

لو لم تكن ممارستها الكيدية من أسباب انهيار النظام القضائي، والإجهاز على ما تبقى من تواصل مصرفي مع الخارج ومن إمكان نهوض القطاع مجدداً، لما وجد القيّمون على بقايا الدولة سبباً لكف يدها.

لو تمتعت المثيرة للجدل والصخب والشعبوية، بجدية القاضية الفرنسية أود بوروسي، التي لا تملك حساباً على أي من وسائل التواصل الإجتماعي، ولا “حرس قديم” وراءها ولا تجمعات موتورة أمامها، لحصلت على أحكام تخفيفية وتعليقات مخففة. ولعل أطرف ما ورد بصيغة “العاجل”: غادة عون تدّعي على بنك الدم.

وأخيراً لو سُئلت القاضية غادة عون، في مقابلة من القلب إلى القلب: لو أردت إهداء الحلم الذي لا يشيخ أغنية، ماذا تهدينه؟

تجيب: أهديه أغنية الشحرورة صباح، قالوا عني مجنونة / قد ما بحبك يا عيوني/ يا ريت كل المجانين / جنونن على شكل جنوني.

كانت الآنسة غادة في الثانية والعشرين من عمرها يوم سمعت تلك الأغنية التي تحمل توقيع الياس الرحباني، وكان ميشال عون برتبة مقدّم. وشاء حظنا العاثر أن يلتقيا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar