التفاهم والمصلحة الرئاسية

إنّ قدر اللبنانيين منذ تفاهم ٦ شباط ٢٠٠٦ وحتى اليوم أن يعانوا من اتّفاق وخلاف طرفي التفاهم، فإنّ اتّفقا وقعنا في ما لا تُحمد عقباه، وإن اختلفا أيضاً أوديا بنا إلى المزيد من التدهور والانهيار.

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يتبادل طرفا تفاهم ٦ شباط الذي يمر في وضع حرج الرسائل الرئاسية من فوق اللبنانيين من دون أن يأخذا بعين الاعتبار أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن كي تبدأ محاولة إنقاذ البلاد من الإنهيار الذي تعيشه.

حزب الله لا يريد رئيساً “يطعن ظهر المقاومة” والتيار الوطني الحر سار في إدعاء حزب الله أن هناك “رئيساً أتى على ظهر دبابة” والمقصود به الرئيس الشهيد بشير الجميل، وهذا ما يدل على أنّ الخلاف في الجوهر وفي المشروع بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليس موجوداً فكلاهما وبحسب مفهومهما يريدان رئيساً من محور الممانعة.

بداية من المؤكد أنّ الأفضل للبنان هو أن يأتي هذا الرئيس على متن ثقة اللبنانيين والعالم وألا يواصل طعن اللبنانيين في حريتهم وسيادتهم واستقلالهم واقتصادهم ودولتهم، وهذا الرئيس هو بالطبع أفضل من أي رئيس يأتي على متن دبابة مشروع غير لبناني ناسفاً للعلاقات مع العرب وعازلاً للبنان عن العالم ومدمراً لإقتصاده ومحولاً إياه إلى دولة فاشلة.

إنّ قدر اللبنانيين منذ تفاهم ٦ شباط ٢٠٠٦ وحتى اليوم أن يعانوا من اتّفاق وخلاف حزب الله والتيار الوطني الحر، فإنّ اتّفقا وقعنا في ما لا تُحمد عقباه وقد ظهر ذلك جلياً في محطّات عدة من اعتصام وسط بيروت إلى ٧ أيار إلى الفراغ الذي استمر لسنتين ونصف السنة من أجل تولي العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية، وهما إن اختلفا أيضاً أوديا بنا إلى فراغ رئاسي جديد وإلى المزيد من التدهور والانهيار.

هذا الواقع يشير إلى أنّ التفاهم بين الطرفين بني على مشروع مصلحة وليس على مشروع بناء الدولة رغم عناوينه العديدة والطويلة، وإن كان هذا التفاهم في وضع حرج اليوم كما وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فالسبب الأساس هو ضرب الحزب عرض الحائط بالمصلحة الرئاسية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهي كما يبدو مصلحة لا يمكن للتفاهم أن يتخطّاها من دون أن يسقط.

مواضيع مماثلة للكاتب:

سياسة الفصل وعلاج الإنفصال

النزوح السوري والإستغلال السياسي

صدام وعرفات قصفا إسرائيل قبل محور الممانعة