هزّاتٌ وانهياراتٌ… هل بات طلاّب لبنان مُخيّرين بين عِلمِهم وحياتِهم؟


أخبار بارزة, خاص 2 أيار, 2023
الهزات

بعد الإضرابات التي باتت ترافق كل عام دراسي في الأعوام الأخيرة، جاءت الهزات والانهيارات لتضاف إلى الأسباب التي تعرقل العام الدراسي..

كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:

لم يمرّ هذا العام الدراسيّ كالأعوام السابقة، فالإضرابات التي صارت فصلاً من فصول المدارس لم تكن وحدها المُعرقلة لهذا العام، بل أضيفت إليها الحوادث الطبيعيّة التي تساهم بنشر الرعب بين الطلاّب وأهاليهم. فبين حادثة موت طالبة منذ أشهرٍ في طرابلس بسبب المبنى المتصدّع والهزّات الأرضيّة التي أرعبت الطلاّب؛ تأتي حادثة سقوط سقف مدرسة على طريق المطار الأسبوع الماضي في أحد أيّام العُطل.

فهل هناك علاقة بين الهزات الأرضيّة الارتداديّة والحوادث المدرسيّة التي تحصل مؤخّراً في لبنان؟

أسف رئيس الجمعيّة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية – LASSA ونائب رئيس اليازا الدولية جو دكاش للحوادث التي تجري في المدارس، وفي حديث لـ “هنا لبنان” حمّل مسؤوليتها لجهاتٍ عدّة، كوزارة التربية والتعليم العالي ولجان الأهل في المدارس الرسميّة والخاصة، إضافةً الى إدارة المدرسة الخاصة.

مُشيراً إلى أنّ بعض الأبنية ليست مؤهلة لكي تكون أبنية مدرسيّة، فهناك نسب عالية منها تشغلها بعض المدارس الخاصة أو الرسمية وهي أبنية سكنية ولا يؤخذ بعين الإعتبار كمية الأطفال الموجودين على مستوى الطوابق والغرف وحركتهم صعوداً ونزولاً.

وأردف: “بسبب الأزمة الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية التي يمرّ بها البلد، هناك غياب لصيانة الأبنية المدرسيّة التي تنعكس نتائجها سلباً على أرض الواقع. من هنا من الضروريّ تأمين شروط السلامة العامة في كلّ المرافق التربوية”.

شدّد دكاش على أهميّة الوزارات المعنيّة إضافةً إلى دور البلديات الرقابيّ على أبنية المدارس التي تقع ضمن نطاقها، “فاللّجان الهندسية داخل كلّ بلديّة – واللّجان الهندسيّة في المحافظات والقائمقاميات أيضاً- عليها القيام بجولات دوريّة على المدارس والأخذ بعين الإعتبار تدعيمها وصيانتها دورياً. كما ركّز على الدور الأساسيّ لوزارة الأشغال ونقابة المهندسين”.

وأكمل: “القطاع الخاص والجمعيات الأهلية دورهم كبير بعمليّة التوعية، رغم محدودية صلاحياتهم”.

الدولة بحسب دكاش تتحرّك ولكن بعد وقوع الكارثة كما حصل بعد حادثة طرابلس، غير أنّ ذلك التحرّك غير كافٍ، بحسب المعطيات التي ظهرت. وكان قد أصدر المهندس المختصّ تقريراً مغالطاً بسبب غياب الشفافية والوعي؛ لذا من الضروريّ وجود أكثر من جهة رقابية لمتابعة للمدارس وأبنيتها.

أمّا عن العلاقة بين الهزات الأرضية والإرتداديّة بالحادثة الأخيرة، لم يستطع دكّاش تأكيد أو نفي التأثير، لكنّه أشار إلى أنّ الأبنية المصدعة أو التي تشوبها أمور هندسية خاطئة وتنعدم فيها الصيانة، يمكن لأي عامل خارجيّ كالهزات الأرضية مثلاً أن يتسبّب بتوسيع التشقّق الموجود أو التأثير سلباً على الأخطاء الهندسية، أو ضعف البنى التحتيّة… فالهزات قد تسرّع الإنهيار ولكن ليست السبب الأساسيّ!

وختم دكاش بالقول “الأهل أصبحوا مخيّرين بين علم أو سلامة أطفالهم، ولذلك بإمكانهم التأثير في لجان الأهل بأخذ القرارات، للتواصل مع الجمعيات ليس فقط لتأمين وسائل حماية المباني من السقوط بل أيضاً من الحرائق والسرقات”.

ومن جهتها أشارت الإختصاصيّة في الإستشارات النفسيّة والعلاج الإيحائي رانيا نصّار في حديثها لـ”هنا لبنان” إلى أنّ الخوف إحساس طبيعي يولد مع الإنسان؛ وقالت: “في أغلب الأحيان الأطفال لا يعرفون التفرقة بين الخوف المبرر وغير المبرر. فقلق الإنفصال عن الأهل قد يولّد خوفاً الذهاب من المنزل؛ وإلى المدرسة تحديداً خاصةً في حال حصول حادثة في تلك المدرسة”، مركّزةً على أهميّة تناول الموضوع بطريقة صحيحة أمام الأطفال سواء في البيئة المدرسيّة أو المنزلية، كون هذه الأحاديث حول هذه الحادثة ستكبّر الصورة أمام الطفل، وردة الفعل ستكون مرتبطة بمرونة الطفل النفسية التي يكتسبها من أهله.

وأضافت “لذا من الضروريّ توعية الأهل، لعدم سيطرة الخوف على مشاعرهم ونقله لأولادهم، أو منعهم من حاجة أساسية كالعلم بسبب حادثة معينة؛ مع ضرورة إدراكهم أن شعورهم الشخصي هو الذي ينقلونه لأولادهم”.

سيناريو الأزمات يتكرر في كلّ فرصةٍ مُتاحة في لبنان، حاملاً في طيّاتهٍ خفايا تنعكس يأساً على نفسيّة الشعب المهزوم في جميع أعماره.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us