عين الحلوة خطّ أحمر غير معلن


أخبار بارزة, خاص 15 أيلول, 2023

لم يدفع الفلسطينيون وحدهم ثمن الحرب الدائرة في مخيم عين الحلوة فاللبنانيون في صيدا والقرى المحيطة بالمخيم دفعوا الثمن ولم يجدوا من يدفع هذا الخطر عنهم لا السلطة التي تسمي نفسها دولة ولا من يدعي أنه وجد بسلاحه ليحمي لبنان من الإسرائيلي والمتطرفين

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

أظهرت أحداث مخيم عين الحلوة أن السلطة الحاكمة لا قرار ولا قوة لها وبالتالي لا يمكن لهكذا سلطة أن تحكم بلداً يستبيحه القريب والبعيد.

قد يكون مفهوماً لدى البعض عجز هذه السلطة عن مواجهة حزب الله كي لا تثير كما يتردد “الحرب الأهلية والنعرات الطائفية والمذهبية” ولكن ما ليس مفهوماً كيف تقف هذه السلطة موقف المتفرج على لاجئين يتقاتلون على أرضها فيصيبون سمعتها وأمنها ومواطنيها بالمزيد من الصيت السيئ والخسائر التي لا تعدّ ولا تحصى.

لقد أظهرت أيام القتال في عين الحلوة أنّ المتقاتلين من حركة فتح من جهة والمجموعات المتطرفة من جهة ثانية، ليس لديهم قيادة تستطيع اتخاذ قرار وفرضه على جميع المسلحين فإذا كانت المجموعات المتطرفة لا تلتزم بأي قواعد في القتال ولا سيما ما يعرف بوقف إطلاق النار فإن قوى منظمة التحرير الفلسطينية وعندما كانت في أوج قوتها وتنظيمها في لبنان كانت مجموعات منها لا تلتزم باتفاقات وقف النار المتكررة، فكيف اليوم وهناك في صفوف هذه القوى من يحاول أن يتزعم انطلاقاً من هذا الحي وذاك الزاروب.

لم يدفع الفلسطينيون وحدهم ثمن الحرب الدائرة في مخيم عين الحلوة فاللبنانيون في صيدا والقرى المحيطة بالمخيم دفعوا الثمن من أرواحهم ودمائهم وأعصابهم وأملاكهم ومواردهم ولم يجدوا من يدفع هذا الخطر عنهم لا السلطة التي تسمي نفسها دولة ولا من يدعي أنه وجد بسلاحه ليحمي لبنان من الإسرائيلي والمتطرفين.

هذا الواقع قد يتكرر في مخيمات فلسطينية أخرى في الجنوب والشمال وبيروت وغيرها من المناطق حيث يتواجد السلاح الفلسطيني، ولن يجد الفلسطينيون واللبنانيون من ينهي هذا الإقتتال العبثي الذي يحلو للبعض أن يسميه “مؤامرة إسرائيلية” فهو إن كان حقيقة كذلك فيجب الإقتصاص من هؤلاء المتآمرين وليس التفاوض معهم ومحاولة إضفاء الشرعية على وجودهم، رغم أنّ الثمن سيكون كبيراً ولكنه يبقى ثمناً صغيراً جداً أمام قرار بقيام الدولة القوية التي تملك قرارها لحماية شعبها وكل مدني مقيم على أرضها وإن لم تفعل ذلك فهي تمارس الخيانة بحق الوطن والشعب.

في معركة مخيم نهر البارد هناك من وضع خطاً أحمر ولكن الجيش أسقط هذا الخط ودفع ثمناً كبيراً وربما في عين الحلوة اليوم أيضاً خط أحمر غير معلن ولكن إسقاطه واجب لحماية لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us