جبران باسيل… “أنا موجود”


أخبار بارزة, خاص 30 تشرين الأول, 2023

ما يقوله باسيل هو الجملة وعكسها، ما يؤكد أنّ كلّ هدفه من جولته وكلامه هو استعادة ثقة الحزب بشخصه..

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

شعارات براقة ومواقف متناقضة أطلقها النائب جبران باسيل بعد جولة بدأها الإثنين على القيادات السياسية نتيجة الظروف الحاصلة في الجنوب اللبناني والتي يخشى الجميع أن تتوسع لحرب في البلاد.
في جولته، زار باسيل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأيضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط ليتصل بعدها بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويزور أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري والنواب السنة ليلتقي مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي على رفض التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. ولم تسلم جولة النائب جبران باسيل من الانتقادات لأنها خلصت إلى مواقف وليس أفعال حتى الساعة.
عن هذا الحراك المفاجئ والراية البيضاء التي حملها باسيل، يشير رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور في حديث خاص مع “هنا لبنان”، إلى أنّ جولة باسيل انتهت كما بدأت، وهذا ما كان متوقَّعًا طبعًا، والهدف منها يتراوح بين العلاقات العامّة والقول: “أنا موجود”. وبين أنّه وجدها مناسبةً لطيّ صفحة الخلاف مع “حزب الله” في توقيت يحظى بتقدير الحزب، على غرار موقف العماد ميشال عون في حرب العام 2006 وقول السيد حسن نصرالله إنّ هذا دينٌ عليه سدّده في دعمه له لرئاسة الجمهورية في العام 2016.
ولفت جبور إلى أنّ مقاربة أي مبادرة تنطلق من اعتبارين أساسيين: الأول الجهة التي تقود المبادرة، لأنه لا قيمة لمبادرة من جهة لا تتمتّع بالمصداقية السياسية ورصيدها الوطني مكشوف، والثاني مضمون المبادرة الذي يؤشر إلى جدية المقاربة أو فولكلوريتها.
ما هو مطروح اليوم بقوّة تجنيب لبنان حرب تموز جديدة، وهذا هو الملف الرئيسي الذي يتطلّب معالجة سريعة لحماية لبنان واللبنانيين، لأنه في حال تكرار سيناريو تموز المدمِّر لا قيمة لكل الملفات الأخرى، ومن هذا المنطلق لا يكفي القول “لا للحرب” من جهة، والقول من جهة أخرى بـ”حق لبنان بمقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي والحرص على أمن لبنان واستقراره ورفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة من دفاع عن النفس”.
وبحسب جبور، إنّ ما يقوله باسيل هو الجملة وعكسها، ما يؤكد أنّ كلّ هدفه من جولته وكلامه هو استعادة ثقة الحزب بشخصه بعدما اهتزّت للاعتبارات الرئاسية المعروفة، وهي اعتبارات شخصية طبعًا لا وطنية.
فلا يمكن تجنيب لبنان سيناريو تموز 2006 بالكلام الخشبي نفسه: “رفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة”، إذ أنّ جوهر الأزمة منذ خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان ينحصر في هذا الجانب تحديداً. وسأل: “من الذي أوكل ما يسمى المقاومة بالدفاع عن لبنان؟” لا أحد طبعًا، إنما كلفّت نفسها بقوة السلاح والأمر الواقع وخلافًا للدستور، فيما حقّ الدفاع محصور بالدولة فقط، وعندما تفقد الدولة هذا الحقّ يعني أنّها فقدت دورها.
وهذه المقاومة بالذات هي التي جرّت لبنان إلى الدمار في العام 2006، وأسقطت القرار 1701 وجعلت البلد وسط الحرب اليوم ويمكن أن تجرّه إلى إبادة ومجرّد وجودها يشكّل ذريعة لإسرائيل في حال أرادت توسيع نطاق الحرب مستفيدة من الدعم الدولي غير المسبوق لها.
فكل ما أراده النائب باسيل من جولته يتمحور بين محاولة إعادة إنتاج صورته، مراهنًا على “وعد صادق” بعد انتهاء الحرب، واعتبر جبور أنّ نتيجة الجولة التي قام بها باسيل هي صفر مكعّب. أما ما هو مطلوب اليوم، فهو وفق جبور منع تكرار سيناريو تموز 2006، وذلك يكون من خلال جلسة طارئة للحكومة يشارك فيها وزراء النائب باسيل بهدف الطلب من الجيش اللبناني الانتشار في منطقة عمل القوات الدولية، ودعوة بقية المسلحين، سواء أكانوا لبنانيّين أم فلسطينيّين، إلى الانسحاب من هذه المنطقة، تنفيذًا للقرار 1701.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us