تحذير دولي من الفراغ في قيادة الجيش

الفراغ في قيادة الجيش يعني فتح الباب أمام الفوضى، ويضعف المؤسسة العسكرية، ويحول دون ممارستها الدور المطلوب في حفظ الاستقرار.

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

عملياً سيكون الفراغ في قيادة الجيش إن حصل، كارثةً إضافيةً تحلّ على لبنان، الغارق في الشلل وتحلّل المؤسسات. فهذا الفراغ لن يتوقف عند الترهل السياسي الذي يعيشه لبنان منذ مدة طويلة سبقت الفراغ الرئاسي. هو فراغ من نوع آخر سيهدد الاستقرار، ودور الجيش في حفظ الاستقرار، وهو دور استطاعت المؤسسة العسكرية القيام به، على الرغم من الصعوبات الجمة التي عانت منها.

قبل أقلّ من شهرين على موعد تقاعد قائد الجيش العماد جوزيف عون، يمكن إيجاز المشهد على النحو الآتي:

أولاً: يستميت النائب جبران باسيل، في محاولة منع التمديد لقائد الجيش، هذه الاستماتة باتت أسبابها معروفة، تتلخّص في تنفيذ ثأر ولو متأخّر، لأنّ العماد جوزيف عون لم يقدّم فروض الطاعة لعهد الرئيس ميشال عون، إذ قام بإبعاد يد باسيل عن الجيش. كما تتلخص في محاولة نصب حاجز متقدم، يمنع وصول عون إلى قصر بعبدا.

أعاد باسيل في جولته التي خصصها للجيش، اسم اللواء بيار صعب الذي عينه في موقعه، في مجلس الوزراء، لكنه في المقابل يبدي مرونة بتعيين رئيس الأركان، كي يحلّ مكان عون، وبذلك يتخلّص من كابوس التمديد.

ثانياً: يعارض حزب الله استلام اللواء صعب موقع القيادة، وفي الوقت نفسه يتصرف بحذر مريب، تجاه التمديد لقائد الجيش، لأسباب قد لا تظهر الآن. ويسوق الحزب لسلة متكاملة، تشمل تعيين قائد جيش جديد، ومدير للأمن العام، ومدير لقوى الأمن الداخلي، ورئيس للأركان، وهو بذلك يريد وضع يده على موقع قيادة الجيش بشكل كامل، في مرحلة يعتبر أنها لا تحتمل أنصاف الحلول.

ثالثاً: تبلغت أكثر من جهة رسمية وسياسية في بيروت، أن استمرار المساعدات للجيش، مرتبط بعدم حصول فراغ في القيادة، وتم التحذير بأنّ هذا التوجه جدي جداً، لا سيما بعدما وصل إلى مواقع القرار الدولي والعربي، أنّ هناك من يسعى للفراغ في القيادة. من هذه التحذيرات ما أبلغته السفيرة الأميركية في بيروت بشكل واضح لمن التقتهم، مؤكدة أن الفراغ في قيادة الجيش يعني فتح الباب أمام الفوضى، ويضعف المؤسسة العسكرية، ويحول دون ممارستها الدور المطلوب في حفظ الاستقرار.

على هامش هذا التحذير الدولي، لم يعد خافياً أنّ إجماعاً عربياً ودولياً، يلاقيه مطلب داخلي من الكثير من القوى السياسية، يريد التمديد لقائد الجيش، باعتباره الأكثر قدرة على متابعة مهمة المؤسسة العسكرية، في ظل ما قد تشهده المنطقة ولبنان من أحداث، ذلك تجاوزاً للأنانيات التدميرية التي تهدف إلى استعمال الجيش للمآرب المغطاة بالشعارات البراقة والكاذبة.

مواضيع مماثلة للكاتب:

كل شيء عن لقاء معراب

أبو صعب البطل وخونة المعارضة

ليست مسرحية