لودريان يسحب آخر ورقة من يد باسيل


خاص 4 كانون الأول, 2023

التباين مع فرنسا حول مسألة التمديد لقائد الجيش وسّع الخلاف مع باسيل الذي كان قائماً منذ دعمها ترشيح فرنجية، وهي اليوم تدعم جوزيف عون للرئاسة


كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

هل أقنع لودريان السياسيين اللبنانيين بضرورة فرض قرار إسرائيل في غزة أم أنّ السياسيين اللبنانيين أقنعوه بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل المبعوث الرئاسي الفرنسي أقنع – أو الأصح – هل أغضب رئيس التيار العوني جبران باسيل لأول مرة بطرحه ضرورة التجديد أو التمديد لقائد الجيش في منصبه كحلٍّ عقلاني وواقعي ولو لأشهر نظراً للظروف التي يعيشها البلد؟ حيث لا رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنة ولا حاكم لمصرف لبنان منذ أكثر من أربعة اشهر ولا مناصب أخرى تحتاج إلى دعم أو تزكية من رئيس الجمهورية، فكانت ردة فعل باسيل أن عبّر عن امتعاضه وغادر الاجتماع مع لودريان لأنّ غضبه على جوزيف عون لا يوصف.
لماذا؟ لأنّ العماد عون رفض ويرفض تدخّله في الجيش ويرفض أيّ تعيينات له، ويعمل لإعادة وضع المؤسسة على خط السكة العونية كما يعتقد باسيل. ناهيك عن أنّ هذا يعني أنّ التمديد لقائد الجيش سيؤدّي على الأرجح إلى انتخابه رئيساً للجمهورية من قبل أكثرية المجلس سواء من قبل المعارضة أو من قبل الموالاة، وتحديداً الثنائي الشيعي الذي اقتنع أكثر بصوابية هذا الحل على ضوء معركة غزة التي يبدو أنّها مستمرة وأنّ نتنياهو مصمّم على إنهاء حركة حماس. فيما حزب الله الذي يريد أن ينخرط في الحرب ولا يريد، وقد خسر أمس ثلاثة من مقاتليه، يبدو في موقف محرج ليس فقط له وإنما أيضاً لإيران التي لا تريد الحرب ولا تريد التورط في معركة الدفاع عن “حماس” كما قيل لاسماعيل هنية خلال زيارته الأخيرة لطهران. فيما تضغط الولايات المتحدة مؤكدة أمس عبر وزير الدفاع أنّ الحل الأميركي الأمثل هو في حلّ الدولتين، فإنّ التجديد أو التمديد لقائد الجيش في هذا الظرف الدقيق هو الحل المنطقي والعملي ولو أنّ هذا الموقف يشكل إحراجاً لحزب الله الذي يحاول بشتى الطرق إرضاء باسيل وترقيع الخلاف الذي حصل بينهما وخروج باسيل من تحت عباءة نصرالله. فمن مصلحة الحزب أن يحاول الحفاظ على العلاقة مع طرف مسيحي يحتاجه في التركيبة الجيوسياسية اللبنانية (١٥ نائباً) إذ إنّ التأييد في الشارع المسيحي بدأ يميل لصالح القوات اللبنانية وقوى وأطراف أخرى، وكذلك موقف بكركي الذي أصبح أكثر تشدداً. كما أنّ حليفهم سليمان فرنجية الذي يريدون إيصاله إلى الرئاسة بأي ثمن علماً أنه ليس نائباً ولا يقف معه أكثر من ٣ نواب من أصل ٦٤ نائباً مسيحياً ولا يمثّل شارعاً مسيحياً على مستوى لبنان، فيما تحظى القوات بـ ١٨ نائباً موزعين على كافة المناطق شمالاً وجنوباً. لذلك فإن نصرالله لن يعارض انتخاب عون الذي يؤمن الاستقرار على الصعيد الداخلي والحماية على الحدود، وسيكون الثمن الالتزام بالقرار ١٧٠١.
هذا التباين مع فرنسا حول مسألة التمديد لقائد الجيش وسّع الخلاف مع باسيل الذي يختلف معها أساساً في دعمها ترشيح فرنجية واليوم تدعم على ما يبدو جوزف عون للرئاسة. فهل سحبت فرنسا يدها نهائياً من دعم فرنجية؟ وهل تنفلت من موقع لآخر بالنسبة للرئاسة من خلال تأييدها لمرشح ثالث كما أكد لودريان في لقاءاته الأخيرة؟ المرشح الثالث الذي يعني في كل الأحوال الابتعاد عن مرشح “حزب الله”، وسياسته في لبنان والمنطقة. وهل استنتج الرئيس الفرنسي ماكرون أن لا حلّ في لبنان بعد أكثر من سنة من الفراغ الرئاسي في الانحياز لهذا المعسكر أو ذاك؟ أو لأنه اعتقد أنّ لعب دور إقليمي ما عبر التموضع بداية عند نشوب الأزمة في غزة إلى جانب إسرائيل يعطيه دوراً مؤثراً يوظّفه في علاقاته الجيدة أساساً مع إيران ومسايرته “حزب الله” في لبنان، كما فعل عندما أتانا غداة انفجار مرفأ بيروت وطرح بداية موقفاً جريئاً يقوم على تغيير الطبقة السياسية ثم عاد وتراجع وراح ينسق معها. أو هل استوعب أنّ الدور الإقليمي هو في الأساس دور أميركي في التأثير على إسرائيل وأنّ العرب لا يطمحون إلى أكثر من حل تفاوضي أطلقته السعودية وأميركا! فلماذا أرتال المقاتلين هنا وهناك؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us