هل ينتج عن العرض الأميركي – الفرنسي الحل المنشود؟


خاص 21 كانون الأول, 2023

أكدت التطورات الأخيرة أنّ واشنطن تريد إنهاء الحرب في المنطقة وهي تعمل على عدم توسيع رقعة المواجهات وإنهاء الحرب في غزة


كتب فيليب أبي عقل لـ “هنا لبنان”:

هل يشكل “العرض” الأميركي الفرنسي لمعالجة الوضع في جنوب لبنان بتطبيق القرار 1701 بمندرجاته “المعبر” للتسوية في المنطقة؟
يقول دبلوماسي غربي أن البحث بدأ منذ الآن عن مرحلة ما بعد غزة، خصوصاً وأنّ إدارة جو بايدن لم تعد قادرة على تحمل ضغط الكونغرس وحتى الضغط الدولي، الأمر الذي انعكس تبايناً بين واشنطن وتل أبيب ظهر لأول مرة إلى العلن عبر الكونغرس الذي صوّت ضد إسرائيل حيال ما يجري في غزة. فواشنطن تريد إنهاء الحرب في غزة لتجنب تداعياتها على المعركة الرئاسية، لذلك سعت إلى تسوية في الجنوب من خلال تطبيق القرار 1701 لقطع الطريق على إيران بتوظيف ورقة حزب الله لأجندتها الإقليمية من خلال توسيع رقعة المعارك وفتح جبهة جديدة قد تدفع المنطقة إلى الحرب.
وفي الوقت الذي تحرص فيه واشنطن وباريس على التمسك بالعرض لمعالجة الوضع جنوباً بعيداً عن التداول الإعلامي لتجنّب إفشاله، أعلن يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي “أن إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع “جماعة حزب الله اللبنانية” المدعومة من إيران، شريطة أن يتضمن الاتفاق قيام منطقة آمنة على الحدود توفر الضمانات المناسبة لسكان المستوطنات”.
في حين قال وزير حكومة الحرب في إسرائيل بيني غانتس”أن إسرائيل تريد تغيير الواقع الحالي على الحدود مع لبنان”. وشدد غانتس في حديثه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي اجتمع معه في تل أبيب مؤخراً “على وجوب الضغط على حكومة لبنان لوقف هجمات حزب الله بدعم من إيران وإبعاده عن الحدود”.
وفي المعلومات أن إسرائيل أبلغت الوسطاء الدوليين لا سيما الأميركيّين والفرنسيين شروطها في ما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان، مشيرة إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق قريباً إذا التزم الحزب بمندرجات القرار 1701″.
وفي المعلومات، أنّ إسرائيل لا تعارض أن يبقى لحزب الله بعض مواقع الرصد غير المسلحة، مقابل انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود وفي كل النقاط مع القوات الفرنسية في عملية ضبط الحدود فيكون السلاح حصرياً بيد الجيش جنوب الليطاني، ويتم إخراج السلاح غير الشرعي (سلاح حزب الله وسلاح الفصائل الفلسطينية) من المنطقة الدولية التابعة للقرار1701، في المقابل تقدّم واشنطن ضمانة بأن لا تقوم إسرائيل بأي اعتداء على الجنوب. ومن أجل ذلك ورد في العرض انتشار قوات أميركية على الحدود من الجانب الإسرائيلي لضمان التزام إسرائيل بالاتفاق الذي قد يتم تحصينه، وفق أوساط سياسية أميركية، ببتّ الخلاف حول 13 نقطة حدودية متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ونشر قوات دولية في مزارع شبعا بعد انسحاب إسرائيل منها بانتظار بت هويتها بين لبنان وسوريا وانسحاب إسرائيل من منطقة الغجر وقد انتزع الوسطاء وفق المعلومات من إسرائيل جملة مواقف تتعلق بالحدود سيتم بتها سريعاً.
وتتزامن مهمة الوسطاء في تطبيق القرار 1701 مع مفاوضات تجري بعيداً عن الإعلام في قطر بشأن الحرب في غزة وكيفية إنهائها وفق خطة وضعها السفير ديفيد ساترفيلد، المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأميركية للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، بالمفاوضة مع أطراف الصراع بمن فيهم إيران بطريقة غير مباشرة، بعدما تبين أنّ الأخيرة تتمسك بورقة حزب الله لاستمرار الغليان في جنوب لبنان للضغط لاستئناف المفاوضات مع الجانب الأميركي المتوقفة منذ اندلاع الحرب على غزة.
وفي هذا السياق، تضع أوساط دبلوماسية التصعيد الحوثي في الخليج العربي من خلال تهديد الملاحة البحرية في سياق الضغط الإيراني على واشنطن. إنّ المفاوضات التي يقودها ساترفيلد في قطر لإنهاء الحرب لأسباب إنسانية دونها عقبات أبرزها إصرار الجيش الإسرائيلي على “رفض التنازل في حرب وجودية ويسعى لإنقاذ سمعته من خلالها”.
لقد أكدت التطورات الأخيرة أنّ واشنطن تريد إنهاء الحرب في المنطقة وهي تعمل على عدم توسيع رقعة المواجهات وإنهاء الحرب في غزة. في وقت تؤكد إيران من جهتها أنها لا تريد الحرب ولكنها تريد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وبدورها ونفوذها في المنطقة لذلك تستخدم أذرعها العسكرية كأوراق ضغط على واشنطن سواء في اليمن الخليج العربي أو في العراق أو سوريا أو لبنان او5فلسطين خدمة لأجندتها.
من جهتها، تؤكد أوساط دبلوماسية غربية وجود تقدم على صعيد المفاوضات في قطر سواء بالنسبة لإنهاء الحرب في غزة أو لجهة تطبيق القرار 1701 بعدما تبين أنّ أحداً من الأطراف غير قادر حتى الآن على حسم الصراع في غزة، وبالتوازي تنشط المساعي الدولية والعربية باتجاه التسوية الشاملة التي تنطلق من اعتراف إسرائيل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وهذا يستوجب تغيير الحكومة في إسرائيل والذي يقابله تجديد السلطة الفلسطينية بضم كل الفصائل والتنظيمات إليها بحيث تكون الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني لأنها هي التي ستتفاوض باسم الفلسطينيين.
إنّ التطورات في المنطقة تدفع باتجاه استعجال حل الأزمة في لبنان، وما جرى في مجلس النواب من إخراج لموضوع التمديد لقائد الجيش سنة جديدة، قد يسهم في استعجال انتخاب رئيس يتولى التوقيع على الترسيم البري وينهي الخلاف الحدودي والمشاركة في المفاوضات الإقليمية لقيام شرق أوسط جديد. وفي هذا السياق يقول وزير سابق أنّ بت موضوع قائد الجيش قبل نحو أقل من شهر ببضعة أيام على انتهاء ولايته يضع الاستحقاق الرئاسي عل سكة الحل مع مطلع العام الجديد ويؤشر إلى مسار حلول المرحلة المقبلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us