مرفأ طرابلس … نافذة أمل لبنانيّة لتجارةٍ عالمية!


خاص 3 كانون الثاني, 2024

يسعى القيّمون اليوم لتحويل مرفأ طرابلس إلى مرفأ محوري، فهل تكون الأحداث الأمنية في لبنان والمنطقة سبباً لتأخير ذلك؟


كتب أنطوني الغبيرة لـ”هنا لبنان”:

تعتبر المرافق التجاريّة في البلدان أساساً لنهضتها، وفي لبنان وتحديداً بعد إنفجار مرفأ بيروت أصيبت حركة الملاحة البحرية بشلل نسبيّ. وقد حلّ مرفأ طرابلس الذي استقبل السفن بعد الإنفجار جزءاً من الأزمة، ولذلك يسعى القيّمون اليوم الى تحويله إلى مرفأ محوري!
فما مدى الإنعكاس الإيجابيّ للرافعات الصينية الضخمة الجديدة على جودة العمل في مرفأ طرابلس؟
أوضح مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر لـ “هنا لبنان” أنّ رافعات الحاويات الصينية التي وصلت إلى مرفأ طرابلس الأسبوع الماضي ستنعكس نتيجتها إيجاباً على الاستيراد والتصدير، فعامل الوقت مهمّ في العمل ومع الحاويات زادت سرعة العمل خاصةً أنّ بواخر الحاويات الكبرى تبحث عن المرافق التي تعمل بسرعة؛ وبالتالي نحن أمام تحسين أداء المرفأ من ناحية الجودة.
أمّا عن استراتيجيّة العمل أشار المدير إلى أن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة وضع إستراتيجيّة تكامل ما بين المرافق، فعمل المرافق هو مشترك ولا يرتكز على مرفأ واحد من جهة أولى؛ ومن جهةٍ أخرى لا يكفي وجود جمارك وأمن وجيش ومخابرات، وعمّال، إلخ، بل التعاون بين مختلف هذه الجهات هو الذي يؤثر على عمل المرفق لتقديم أحسن أداء. فنحاول في مرفأ طرابلس تقديم سلاسة الإمداد او إدارة الإمداد بشكل أفضل (Supply Chain Management).
وأضاف: “الإيرادات تزداد مع السنوات وهذا أمرٌ إيجابيّ، ومرفأ طرابلس مؤهل لأن يكون من أفضل المرافق كون متطلباته الأساسيّة موجودة من جودة الخدمات إلى كفاءة الموظفين، سرعة إدارة الإمدادات، وظهير خلفي (مستودعات، مناطق لوجيستيّة، مناطق إقتصاديّة، إلخ) يخدم المرفأ؛ بالإضافة إلى بيئة الأعمال الموجودة من البيئة القانونية، البنى التحتيّة، البيىة الإلكترونيّة التي هي أساسيّة! وهذا كلّه غير مرتبط بوزارة الأشغال العامة والنقل وحدها بل مرتبط بمجموعة أجهزة، والكل يسعى لإنجاح العمل في المرفأ”.
ونذكر أنّه في العام 2012 قامت شركة تشاينا هاربور الصينية بإعادة تأهيل مرفأ طرابلس لإستقبال كافة أنواع السفن الضخمة فتمّ توسيع حوضه لاستقبال أضخم أنواع السفن البالغ غاطسها 15.5 متراً، كما تم استحداث رصيف لإستقبال الحاويات مجهز برافعات صينية متطورة قادرة على رفع ونقل أكثر من 700 حاوية في اليوم.
وأشار تامر إلى أنّ المنطقة الإقتصادية خلف المرفأ موجودة وتمّ تأسيسها في العام 2008 ولكنّها بحاجة إلى تفعيل اليوم، كما أن الرافعات الصينية التي تنقل الحاويات تتطلّب عمّالاً جدد إذ لا تعمل أوتوماتيكياً. وبالتالي هناك عمال لتشغيل الرافعات وعمّال لقيادة الشاحنات التي ترفع الحاويات وأُضيف اليوم خمسة “ونش” للأرض، وتضاعفت كمية الشاحنات من ستّ إلى اثنتي عشرة شاحنة، وعدد الرافعات تسع للباحات وثلاث للرصيف لرفع الحاويات التي تستورد كل أنواع البضائع من الصين، أوروبا، تركيا، وكل أنحاء العالم.
مع الإشارة إلى أنّه قبل انفجار مرفأ بيروت كان مرفأ طرابلس يستقبل مليوني طن سنوياً أي بحدود 40% من قدرته الإستيعابية. من خلال تجهيزه بالمعدات والمستلزمات الحديثة لإبراز قدراتهِ التنافسية وهو الذي يستطيع إستيعاب 300 ألف حاوية سنوياً!
وفي ظلّ تحمّل الجهات المعنيّة المسؤولية وسعيها لتفعيل نشاط المرفأ، هل ستكون الأحداث الأمنية في لبنان والمنطقة سبباً لتأخير إنتاجية مرفأ طرابلس؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar