وزير ثقافة أو وزير حرب؟


خاص 13 كانون الثاني, 2024

تثبت مواقف المرتضى، أنه الرجل المناسب للموقع غير المناسب. كان يجب تعيينه وزير حرب، أو وزير دولة لشؤون الجهاد الزراعي، أو وزير إرشاد كما في حكومات الملالي


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

رفع رئيس حكومة ثلثي الموالاة القائد محمد نجيب ميقاتي سقف الموقف الرسمي، فتبنى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة منطق وحدة الساحات بقوله ” نطالب بأن يُصار في أسرع وقت ممكن إلى وقف إطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف إطلاق نار جدي في لبنان. نحن لا نقبل بأن يكون أخوة لنا يتعرضون للإبادة الجماعية والتدمير، ونحن نبحث فقط عن اتفاق خاص مع أحد”.

أعطِه أسبوعاً آخر ليرفع السقف أكثر. ربما أعلن رفضه لقاء أي مبعوث أميركي أو أوروبي أو أممي لمناقشة تطبيق القرار 1701 قبل وقف “العدوان على غزة وعلى اليمن الحبيب”.

إنطلاقاً من “عروبة ميقاتي ومبادئه” سيفاجئ ميقاتي الجمهور بلوك جديد من دون كرافات.

أعطه أسبوعين، سيتخلى عن ربطة العنق، ويعلن عزمه

على تشكيل وحدة مقاتلة من تيار العزم، تنتشر على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى جانب قوات الفجر، وبراعم البعث الحجازي، والجناح العسكري في تيار البرجاوي، وقوات ربيع بنات، كي لا يُترك “الحزب” لوحده في حرب إشغال العدو التي أودت بحياة أكثر من 170 ضحية من الجانب اللبناني مقابل 15 صهيونياً. أما في التهجير فهناك سبق بين من يهجّر أكثر.

سلام إلى غزة وبعد.

رفع الرئيس ميقاتي السقف كمن يرفع الكرة فوق الشباك في لعبة الكرة الطائرة. تلقف وزير الثقافة اللحظة وكبس “تغريدة” في أرض الخصم. المنطق يقول أن يرفع المرتضى الكرة، كموزع ويطلع ميقاتي فوق حائط الصد ويحقق نقطة الفوز. واقع الأمر أن لا حوائط في حكومة ميقاتي البتراء. حتى أنّ الوزير بو حبيب، الديبلوماسي المحنّك، باتت مواقفه تتماهى مع مواقف القرصان المقاوِم عبد الملك الحوثي!

لم يتأخر وزير ثقافة الممانعة في رفد موقف رئيس حكومته بإسناد ناري: “ليفهم الجميع بأنه لا هدوء في ⁧‫الحدود مع فلسطين المحتلّة إلا مع هدوء في غزّة وأننا لن نقبل أن يبقى اشقاؤنا هناك يُذبحون”.‬ كتب المرتضى على منصة أكس. فماذا لو لم يفهم الجميع؟ ماذا سيفعل أحد أسياد اللغة الإنشائية المقعّرة، خصم “باربي” الأنيق المفتون بحراس “الثغور والظهور”؟ أيُفهمهم بالقوة؟ وهل رفض المذبحة في غزة يعني أن نغامر بتعريض لبنان ليكون غزة 2؟‬

المرتضى نفسه كتب بعد شهر على الطوفان والمذبحة “أنّ الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني لا تريد الحرب ولا تسعى إليها لأنها مؤلمة ومكلفة خصوصاً في ظل الظروف الصعبة”.

الآن يريد أن يحارب. ماذا تغير؟

وما الذي يضمن للحكومة العاجزة عن تأمين الدواء والكهرباء والماء ودفع البلاء أنّ التنين سيُهزم بدعاء المرتضى وقوة “الحزب”؟

تثبت مواقف المرتضى، أنه الرجل المناسب للموقع غير المناسب.

كان يجب تعيينه في المراسيم الصادرة في 10 أيلول من العام 2021 وزير حرب، أو وزير دولة لشؤون الجهاد الزراعي، أو وزير إرشاد كما في حكومات الملالي.

ومن آخر مواقفه في تكريم شاعر مرهف قوله “من ههنا، من وزارة الثقافة التي تترسّخ قلعةً لمواجهة الخطر الصهيوني على لبنان، نعد الإسرائيليين، والمرء حرٌّ حتى يعد، أنّهم إذا ما ساورتهم أنفسهم توسيع العدوان على لبنان فإنهم سيجدون اللبنانيين وقد أعدّوا لهم عدةًّ سوف تجعلهم يئنّون أنيناً سوف يعجّل في زوال كيانهم لا ريب”.

تلميذ محمد رعد النجيب هو المرتضى.

فأي ثقافة إيديولوجية يروّج لها وزير التعبئة التابع لـ “حزب” ضد الثقافة وستة من الفنون السبعة؟

وأي انفتاح عبّر عنه في خلال توليه مقاليد الوزارة؟ أي حريات يدافع عنها؟

كيف يفهم التنوّع؟ أبحضور ورعاية فعاليات موسيقية وفنية وتكريمية في محافظات لبنان الست و”صفق” خطابات؟ آخر حفل كان “أرض المبدعين” على أرض الأونيسكو؛ حفلُ تقديم دروع قاطعته الزميلة/المكرّمة نبيلة عواد، إعتراضاً على رعاية صاحب المعالي للحفل وعلى مواقفه السياسية التي تشكل مادة دسمة لأطروحتي دكتوراه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us