سباق الدبلوماسية والحرب في زيارتي بلينكن وهوكشتاين


خاص 8 شباط, 2024

الحرب ليست حتمية لكن حصولها محتمل، لذلك نجد بلينكن متفرغاً للحديث عن هدنة وعملية سياسية في غزة فيما يبحث هوكشتاين في الوضع شمال إسرائيل


كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

يجول وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن على دول المنطقة، باحثاً عن تسوية شاملة، والتمهيد لإنهاء الحرب في غزة، وفتح باب التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وفي نفس الوقت تتكثف زيارات الوزراء والموفدين إلى لبنان، لحثّه على تطبيق القرار 1701 وتجنب التصعيد على جبهة الجنوب.
وقد نقل بعض الموفدين تهديدات واضحة من إسرائيل إلى المسؤولين في لبنان، وأبدوا خشيتهم من توسع الحرب خصوصاً أن حكومة نتنياهو ترغب في استمراراها لأسباب عدة.
وخطر الحرب ما زال قائماً، وقد ازداد بعد اشتعال جبهة البحر الأحمر، والقصف الأميركي في سوريا والعراق، والتهديدات الأميركية بمزيد من العمليات العسكرية التي قيل أنها قد تطال مراكز للمقاومة في لبنان.
السباق بين الحلول الدبلوماسية والتصعيد في مراحله الأخيرة، فبأي اتجاه تسيرُ الأمور؟

الصفقة أنجزت
الخبير العسكري أكرم كمال سريوي يقول لـ “هنا لبنان”: “تنحصر مهمة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين بإيجاد تسوية بين إسرائيل وحزب الله، لوقف العمليات العسكرية، ومنع توسع الحرب، فيما يعمل وزير الخارجية الأميركية بلينكن، على إيجاد تسوية للحرب في غزة”. وقد تلقّى هوكشتاين رداً حاسماً من حزب الله، أن لا وقف للعمليات العسكرية من لبنان، قبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن هوكشتاين قرر زيارة إسرائيل، بعد أن أصبح من شبه المؤكد، أنّ الصفقة بين إسرائيل وحماس باتت شبه منجزة. وبالتالي بات البحث في التسوية، على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله ممكناً وضرورياً”.

مكاسب “الحزب” أكبر من “إسرائيل”
ويلفت إلى أن “أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون فيه مكاسب للطرفين، فإسرائيل من جهتها ستضمن أمن المستوطنات، وسيعود المستوطنون الذين نزحوا من الشمال، وستعتبر حكومة نتنياهو، أنها فرضت على حزب الله الانسحاب عن الحدود، بعد أن هددت باستخدام القوة لتحقيق ذلك”.
أما مكاسب حزب الله بحسب سريوي “فستكون أكبر من مكاسب إسرائيل. فمن جهة أولى ستحقق المقاومة نصراً جديداً، بأنها تفرض على إسرائيل، للمرة الثانية في تاريخها، الانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها منذ عام 2000، وكانت ترفض الانسحاب منها. والنقطة الثانية ستكون التزام إسرائيل، بعدم خرق السيادة اللبنانية، خصوصاً في الجو والبحر أما انسحاب حزب الله إلى مسافة 10 كلم، فهو شكلي، فعناصر المقاومة هم سكان القرى الحدودية، ولن يتركوا قراهم، وجل ما سيحدث هو تعهّد مؤقت، بعدم قصف المستوطنات ومواقع الجيش الإسرائيلي”.

7000 آلاف جندي جنوباً
ويلفت سريوي إلى أن هناك حديثاً عن تقديم مساعدات للجيش اللبناني، لزيادة عديده بنحو سبعة آلاف جندي، سيتم نشرهم في الجنوب”.
أما عن مساعي بلينكن، فهو يعلم أن إسرائيل عجزت عن تحقيق أهدافها، وهي غير قادرة على فعل ذلك، مهما طالت الحرب. بحسب سريوي.
ويضيف: “حتى لو قضت إسرائيل على بعض قادة حماس، فهذا لن يمكنها من القضاء على حماس، ولقد أثبت الواقع الميداني، بأن جيشها عاجز عن السيطرة، حتى على تلك المناطق التي احتلها داخل غزة، فالدخول إلى مدن القطاع شيء، والسيطرة عليها شيء آخر”.
ويتابع: “صحيح أن نتنياهو أسير وزراء اليمين المتطرف، ومصالحه وطموحاته الشخصية، التي تدفعه لاستمرار الحرب، لكن ذلك يتعارض مع مصالح بايدن الانتخابية، إضافة إلى الضغط من المعارضة الإسرائيلية الداخلية، وضغط أهالي الأسرى.”
بالنتيجة يقول سريوي: “لا بد لإسرائيل من الجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، وحماس ستفرض شروطها لإعادة الأسرى، والتسوية في المنطقة لم تعد بعيدة، لأنها تصب أولاً وآخراً في مصلحة أميركا وإسرائيل، مهما كانت التنازلات التي ستقدمها إسرائيل، فهي ستحصل على التطبيع والأمن، الذي سيفتح المجال واسعاً أمام الطريق البري، من الإمارات إلى حيفا مروراً بالسعودية والأردن. وبالنتيجة ستصبح إسرائيل، بوابة الخليج إلى أوروبا، وبوابة أوروبا إلى الخليج”.

بايدن يسوّق لنفسه
من جهته يلفت المحلل السياسي يوسف دياب إلى أن “زيارة هوكشتاين وبلينكين تدل على مدى الاهتمام الأميركي باحتواء التصعيد العسكري مع إسرائيل سواء على الجبهة مع غزة أو الجبهة مع لبنان، وعلى ما يبدو أن إدارة الرئيس جو بايدن أصبحت محشورة بالوقت لأن المهلة التي تفصلها عن الانتخابات الرئاسية ضيقة، وبالتالي فإن بايدن بحاجة إلى تقديم مكسب سياسي للتسويق لنفسه في الانتخابات المقبلة، لذلك نجده يتحدث كثيراً عن حل الدولتين وعن أهمية التهدئة من على الجبهة الجنوبية للبنان وإبعاد حزب الله من على الحدود مع توفير الأمن للمستوطنات في الشمال الاسرائيلي، كل هذه الأمور يحاول تسويقها عند اللوبي الصهيوني في أميركا باعتباره ناخباً أساسياً في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية”.

هدنة في غزة وحرب على لبنان!
وبحسب دياب إن “الوضع في غزة أصبح شبه محسوم ويتضح ذلك من خلال اتفاقية الهدنة الطويلة الأمد التي يتم الحديث عنها، ولكن ما نخشاه هو ذهاب نتنياهو لتفجير الوضع مع لبنان. وتهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كانت واضحة بأن هدنة غزة لا تعني أن يكون مفعولها سار على لبنان وحزب الله. الحرب ليست حتمية لكن حصولها محتمل في أي وقت نتيجة خطأ في الحسابات إما من قبل حزب الله أو من قبل اسرائيل”.
لذلك نجد بلينكين متفرغاً للحديث عن هدنة وعملية سياسية في غزة فيما يبحث هوكشتاين في الوضع شمال فلسطين المحتلة وتحديداً المواجهة مع حزب الله. ما يعني أن هناك مساواة بين فرص الحرب وفرص التهدئة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar