لا يسمعان لا يدركان لا يقرران


خاص 17 شباط, 2024

لا إله الحرب يسمع أو يهتم لما يقوله رئيس حكومة تصريف الأعمال والنوايا في الخارج والداخل وما يتفوه به وزير خارجيته أمام نظرائه، ولا الأخيران مدركان أنهما لا يقدمان ولا يؤخران في إطفاء حرب الإشغال المفتوحة التي ستفتح المزيد من القبور

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

هل يستمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى مطوّلات المرشد الأعلى للجمهورية بانتظام ويستنير بهديها؟ وهل يملك وزير خارجيته عبدالله بو حبيب الصبر الاستراتيجي ليصغي إلى مونولوغات أسبوعية، معدّل الواحد منها ساعة وعشرين دقيقة، ويتصرّف على أساسها؟ أو يرفض دولته ومعاليه مسارات إله الحرب وإقحامه الجنوب وكل لبنان بحسابات مدمرة، وفي الوقت نفسه يخشيان مفاتحة الإله بالأمر أو مصارحته بهواجس اللبنانيين، إن قُدّر لهما لقاؤه؟
في آخر فصول “حرب المشاغلة” اتهمَ العدو “الحزب” بقصف مدينة صفد في الجليل الأعلى ما تسبب بمقتل امرأة وإصابة ثمانية.
رد العدو في النبطية موقعاً مجزرة بين المدنيين. ردّ “الحزب” على ردّ العدو ردّاً أولياً بصلية من صواريخ “الفلق”، والتتمة في المقبل من الأيام السعيدة. هكذا تجري الأمور منذ الثامن من أكتوبر قصف وقصف مضاد. الأرجح ألّا تتوقف. العدو يهدد بجعل بيروت غزّة ثانية وإله الحرب يذكّر العدو بأنّ المقاومة الإسلامية في لبنان “تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمد يدها من كريات شمونة إلى إيلات” وبأن”ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس إسرائيلية”. إذاً الآتي أعظم، إذ يرفض المرشد/الإله/السيد بشكل قاطع أي بحث في وقف الحرب على جبهة الجنوب قبل وقف الحرب على غزة.
لو سمع الرئيس ميقاتي جيداً ما قاله ويقوله الآمر الناهي منذ أربعة أشهر، لوفّر على نفسه مشاق السفر، وعقد اللقاءات المطولة والإسهاب في الكلام على تطبيق القرار 1701. القرار الأممي غير موجود في قاموس المقاومة الإسلامية. لا يوجد سوى قرار مواصلة الحرب.
“لا يوجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية لأنها مرسمة، وأي مفاوضات ستكون على قاعدة أخرجوا من أرضنا اللبنانية”.
لو سمع بو حبيب وبو صعب وبو مصطفى مثل هذا الكلام لسارعوا لإبلاغ الشاب الحلو آموس هوكشتاين بألّا يعذب نفسه بالمجيء إلى بيروت إلّا إذا كان راغباً بتناول فطور مرة جديدة مقابل صخرة الروشة.
أما بعد.
لا يلقي صاحب السماحة الواثق “بالنصر الآتي” الكلامَ على عواهنه. بل يزن كلماته بميزان الجوهرجي، ففي آخر مطوّلة لفت إلى “أنّ العدو الذي يظنّ أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو إخفائه لهم كما حصل مع الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نشعر بالهوان أو نتخلى عن المسؤولية.. فهذا أبداً لن يحصل”.
في جزء من القول اتهام لإسرائيل بإخفاء الإمام الصدر، ما يعني أن آل القذافي أبرياء من الجريمة أو عملاء للموساد!
خلاصة القول، لا إله الحرب يسمع أو يهتم لما يقوله رئيس حكومة تصريف الأعمال والنوايا في الخارج والداخل وما يتفوه به وزير خارجيته أمام نظرائه، ولا الأخيران مدركان أنهما لا يقدمان ولا يؤخران في إطفاء حرب الإشغال المفتوحة التي ستفتح المزيد من القبور. تصبحان على خير.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us