الأزمة الاقتصادية تؤخر سنّ الزواج.. نساء يبحثن عن حلّ لضمان “الأمومة”!


خاص 4 آذار, 2024

بعدما بات الزواج والإنجاب حلماً بعيد المنال، وكي لا تخسر النساء فرصة تأسيس عائلة، لجأت كثيرات منهن إلى خيار الاحتفاظ بالبويضات وتجميدها لوقت لاحق كي لا يحرمن من شعور الأمومة

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

أجبرت الأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية اللبنانيين على استبعاد فكرة الارتباط والزواج أو تأجيل الإنجاب بسبب الأعباء المرتفعة التي يعجز كثيرون عن تحملها. وكي لا تخسر النساء مع تقدمهن في العمر فرصة تأسيس عائلة، لجأت كثيرات منهنّ (عازبات ومتزوجات) اللواتي يتطلعن إلى تمديد سنوات إنجابهن إلى خيار الاحتفاظ بالبويضات وتجميدها لوقت لاحق كي لا يحرمن شعور الأمومة.

نجوى (42 عاماً) وهي من آلاف النساء اللواتي يقررن سنوياً تجميد بويضاتهن وحفظها لتكون جاهزة للتلقيح مستقبلاً، لم يحالفها الحظ في لقاء الشخص المناسب حتى الآن، فاختارت أن “تُهدي” نفسها هذه العملية البسيطة وتقوم بتجميد بويضاتها كي تستطيع الإنجاب وإن تزوجت في وقت متأخر.

وتقول نجوى: “حقي في المحافظة على فرصتي في الأمومة جعلني أحارب جميع من عارض الفكرة بمن فيهم عائلتي وفعلاً قمت بها”.

 من جهتها تقول فاتن (46 عاماً) متزوجة منذ عام “إنها اتخذت قرارها بتجميد البويضات بعد أن خسر زوجها عمله وأصبحت فكرة إنجاب طفل من “آخر أولوياته”، فأقدمت على هذه الخطوة دون علم زوجي لأنني أتقدم بالسن وأريد زيادة فرص الإنجاب فيما بعد.

أما جمانة (36 عاماً) وأم لطفل فهي أيضاً لجأت إلى تقنية تجميد البويضات كونها تعاني من مشكلة الاجهاض المستمر ما يؤثر على مخزون المبيض، ولأنها في سباق مع الوقت لجأت إلى هذه العملية لزيادة فرصتها بالإنجاب.

فهل هناك ضمانات لنجاح عملية تلقيح البويضات المجمّدة؟ ومن هن السيدات اللواتي يلجأن إليها وماذا عن تكلفتها؟

أسئلة كثيرة حملها “هنا لبنان” إلى الدكتور جوزيف غنيمة أخصائي جراحات نسائية وتوليد ويقول: “إنّ عملية تجميد البويضات متوفرة في لبنان منذ سنوات حيث تلجأ معظم السيدات المتزوجات والعازبات إلى إجرائها خصوصاً اللواتي يعانين من أمراض مزمنة أو من مرض بطانة الرحم المهاجرة والنساء اللواتي يعانين من ضعف بمخزون المبيض حتى لو لم يتخطّ عمرهن 30 عاماً كي لا يخسرن فرصة الشعور بالأمومة كون هذه التقنية تمكنهنّ من الانجاب في أي وقت ولو في عمر متقدم”.

ويتابع: “شهدنا في السنوات الماضية زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي يلجأن إلى هذه التقنية ربما بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان وتأثيرها على تأخر الزواج وتأخير الإنجاب، مشيراً إلى أنّ العمر الأمثل لدى النساء لتجميد البويضات هو بين 30 و32 سنة علماً أنه باستطاعن اللجوء إلى هذه التقنية قبل هذا العمر ولغاية عمر الـ 45 سنة”.

وعن كيفية إجراء العملية يقول: “خلال عملية تجميد البويضات يتم جمعها من مبايض المرأة، ثم تجمَّد غير مخصبة وتخزن في سائل الآزوت للتخصيب في وقت لاحق حيث يتم دمجها مع حيوان منوي في المختبر وزراعتها في رحم المرأة. من المفترض أن تتم العملية خلال دقائق كي نتمكن من المحافظة على شكل البويضة، ولكن لا يمكننا ضمان نجاحها لأنّ هناك احتمال تلف الجينات أو الكروموسومات بسبب المناخ وغالباً ما نستطيع المحافظة على نصف البويضات”.

ويؤكد غنيمة أنه “على الرغم من منع هذه التقنية في العديد من الدول العربية يشهد لبنان إقبالاً كبيراً عليها، مشيراً إلى أنّ آلاف السيدات يجمدن بويضاتهنّ سنويا”.

أما بالنسبة لعدد البويضات فيلفت إلى “ضرورة تجميد 10 بويضات على الأقل لزبادة فرص الانجاب لاحقاً، إذ يمكننا الاحتفاظ بها لسنوات”.

وعن تكلفة التجميد يقول: “على الرغم من استخدام أحدث التقنيات في هذه العملية إلا أنّ تكلفتها في لبنان تعتبر الأقل مقارنةً بباقي دول العالم وهي تساوي تكلفة طفل الأنبوب تقريباً، أما عن تكاليف فترة التجميد فتترواح بين 200 و400 دولار بحسب كل مختبر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar