تهديدات إسرائيلية بضرورة ضبط الوضع.. ووفد فرنسي يطرح آلية لتطبيق الـ 1701

لبنان 10 كانون الأول, 2023

يكثر الحديث عن تعديل قرار مجلس الأمن الدولي 1701، ليتضمن منطقة عازلة في جنوب لبنان، تدفع بـ “حزب الله” إلى التراجع جنوب الليطاني، الأمر الذي يرفضه الحزب بالتأكيد.

وفي السياق، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر لبنانية رسمية، أنّ “الوفد الفرنسي المؤلف من وزارتي الخارجية والدفاع، حضر إلى بيروت قادماً من تل أبيب، وفي جعبته بند وحيد يتعلق باستعداده القيام بما هو مطلوب منه للتوصّل إلى آلية لتطبيق القرار 1701، لاستيعاب التأزم العسكري على الحدود في ضوء ما سمعه من المسؤولين في إسرائيل، ومن بينهم وزير دفاعها يواف غالانت، بأنه سيعيد “حزب الله” إلى ما وراء نهر الليطاني، عبر تسوية دولية استناداً لما نص عليه القرا؛ وفي حال أن التسوية لم تسمح بذلك سيتحرك عسكرياً لإبعاده عن الحدود”.

ولفتت المصادر للصحيفة عينها إلى أنّ “الوفد لم يحمل معه إنذاراً إسرائيلياً للبنان، لكنه توقف أمام التهديدات التي سمعها من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم، والتي تنطوي على تحذيرات للبنان من العيار الثقيل، ما اضطره للمجيء إلى بيروت لنزع فتيل التفجير على نطاق واسع، وبالتالي لقطع الطريق على تل أبيب؛ ومنعها من القيام بأعمال انتقامية على غرار ما يحصل الآن في قطاع غزة”.

كما ركّزت على أنّ “إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية، كانت وراء انطلاق المقاومة لتحريرها، طالما أن تل أبيب لم تلتزم بتطبيق القرار 1701، بخلاف الوضع في غزة الناجم عن مصادرتها الأراضي الفلسطينية وطردها أصحاب الأرض”.

وكشفت أنّ “الوفد الفرنسي أكد وجود تنسيق بين باريس وواشنطن التي تنأى بنفسها عن التحرك، وتفضّل التريُّث إلى حين جلاء الوضع على جبهة غزة، ما يؤخر عودة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين إلى بيروت، بعدما أبدى استعداده للتوسط بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود بين البلدين وصولاً إلى مزارع شبعا المحتلة”.

في حين رأت مصادر “الشرق الأوسط” أنّ “واشنطن لن تتحرك ما لم تنضج الظروف السياسية التي ما زالت عالقة، على ما سيؤول إليه الوضع على جبهة غزة”، مبيّنةً أنّ “الوفد الفرنسي طرح مجموعة من الأفكار، لعلها تشكل الإطار العام لوضع آلية لتطبيق القرار 1701، وعلى قاعدة عدم المس به أو إخضاعه لأي تعديل، وهذا يشكل نقطة التقاء بين باريس وواشنطن والأمم المتحدة بلسان منسقتها الخاصة في لبنان، يوانا فرونتسكا”.

وأكدت أنّ “باريس تدعو لاعتماد السبل الدبلوماسية لتطبيق القرار 1701″، وذكرت أنّ “الوفد الفرنسي حصر اهتمامه بتهيئة الظروف لتطبيقه، من دون أن يدخل في مسألة التمديد لقائد الجيش أو انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار أن هذين البندين هما من اختصاص الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان”

فيما شددت المصادر نفسها نقلاً عن الوفد الفرنسي، على أن “لبنان يمر بوضع دقيق، وهذا يتطلب تحاشي الانجرار لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأن الضرورة تتطلب الانفتاح على الجهود الرامية لتطبيق القرار 1701، مع أن بعض الذين التقوا الوفد نصحوه بتوسيع مروحة اتصالاته لتشمل واشنطن وطهران لما لهما من دور في المنطقة ولبنان”. ونقلت عنه أيضًا دعوته لبنان “لإيجاد المناخ السياسي المؤاتي لتطبيق القرار 1701”.

تيننتي: القرار الأممي اصطدم بتحدّيات كبيرة

في السياق، ضاعفت قوات “اليونيفيل” المنتشرة على الخط الأزرق جهودها ترقّبًا لأي حركة تُفجّر الداخل اللبناني.

وكان الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي قد قال في حديث خاص لـ”هنا لبنان” إنّ تطبيق القرار 1701 اصطدم بتحديات كبيرة خلال الصراع، ومع ذلك لا نزال نعمل على البنود الرئيسية للاستقرار الأمني والحلول طويلة المدى. وبالتالي، لا يزال تنفيذ هذا القرار ضروريا وأكثر أهمية اليوم نظرا لأننا نلمس آثار الصراع كما لا بدّ من أخذ القدرة على دعم الجيش اللبناني لمحاولة التوسط مع الطرفين كوننا المنظمة الوحيدة القادرة على التواصل مع كليهما”.

ومن هنا تتبلور أهمية تنفيذ الـ1701، بحسب تيننتي، “حيث أن بنوده الرئيسية لا تزال فعالة في هذه الفترة على الرغم من التحديات التي يواجهها، كما أن في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن قبل أسبوعين، أظهرت الدول الأعضاء التزامها المستمر بمواصلة العمل مع المطالبة بتنفيذ القرار الأممي”.

وتعليقًا على تهديد إسرائيل بالتحرك عسركيًا لإبعاد “حزب الله” عن الحدود، رأى تيننتي أن “التكهنات والتقارير تكثر في هذه الأيام في مختلف الأوساط السياسية ووسائل الإعلام، ولكننا نسعى مع كافة الأطراف لتهدئة التوتر ونرحب بأي حوار من شأنه إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان”، مضيفًا: “لذلك، وبغض النظر عما نراه في معظم التقارير، أعتقد هناط ضرورة لتوخي الحذر والتنبّه بشكل أكبر لما نشاركه بشكل رسمي من خلال بياناتنا أو اتصالاتنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us