إسرائيل تتوعّد بيروت بـ “القنابل الثقيلة”.. هل تُنقذ المساعي الدوليّة لبنان من “حرب مفتوحة”؟

لبنان 15 شباط, 2024

فيما لا يزال لبنان تحت وقع الفاجعة الإنسانية التي هزت ليل أمس مدينة النبطية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى مدنيين، يواصل الجيش الإسرائيلي دكّ القرى والبدات اللبنانية في الجنوب، على وقع إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات عدّة شمال إسرائيل.

“إسرائيل” تتوعّد

وعلى وقع ارتفاع حدّة القصف المتبادل ووتيرة التهديدات بين إسرائيل وحزب الله، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، اليوم الخميس، بأن لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله.

وقال غالانت: “طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة”، معتبرًا أن “التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به”.

وأضاف: “يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر”.

أمّا في التطورات الميدانية، فقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية سقوط 3 صواريخ أطلقت من لبنان وسط كريات شمونة، من دون تفعيل صفارات الإنذار، التي عادت وأطلقت مرة أخرى في وقت لاحق.

فيما أفادت “الجزيرة” عن إطلاق 3 صواريخ باتجاه موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفرشوبا، جنوب لبنان. كما دوّت صفارات الإنذار في عرب العرامشة وزرعيت وشوميرا بالجليل الأعلى.

عمليات “الحزب”

في هذا الإطار، أعلن “حزب الله” في بيان، أنّه “في رد أولي ‌‏على مجزرتي النبطية والصوانة”، هاجم ‏عناصره عند الساعة 17:55 من بعد ‌‏ظهر اليوم كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وعند الساعة 17:40 من مساء اليوم، تم استهداف التجهيزات التجسسية في ‏موقع الناقورة البحري بالأسلحة المناسبة وإصابتها إصابة مباشرة.

وفي سلسلة عمليات، أعلن “الحزب” أنّه استهدف عند الساعة 16:30 موقع السماقة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة.

كما استهدف ‌‌‏عند الساعة 13:18 من بعد الظهر التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة ‏المناسبة وأصابها إصابة مباشرة.

وعند الساعة 12:45 ظهرًا، استهدف “الحزب” ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصاروخ فلق وأصابوها إصابة مباشرة”.

كذلك استهدف ‏التجهيزات التجسسية في موقع الراهب وفي موقع رويسات العلم بالأسلحة ‏المناسبة وتمت إصابته إصابة مباشرة.

إلى ذلك، نعى “الحزب” حسين أحمد عقيل “أبو عقيل” مواليد عام 1988 من بلدة الجبين، وعلي محمد الدبس “حيدر” مواليد عام 1976 من بلدة بلاط وسكان بلدة زبدين في جنوب لبنان، وحسن ابراهيم عيسى “كرار” مواليد عام 1997 من بلدة حومين التحتا، وعبد الكريم محمد علي سمحات “جعفر” مواليد عام 1991 من بلدة عيناثا في جنوب لبنان.

الجنوب تحت القصف

بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي، إنّ قائدًا في قوة الرضوان ونائبه وعنصرًا آخر قتلوا في غارة على مبنى لحزب الله في النبطية، مشيرًا أيضًا إلى أنّ طائراته هاجمت مبنيين عسكريين للحزب في بليدا ومارون الراس، جنوبي لبنان.

جاء ذلك فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بالقذائف الفوسوفورية بلدات مركبا ووادي السلوقي ورب ثلاثين.

في وقت شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على وادي السلوقي لجهة شقرا، ومجدل سلم وحولا والحجير، وطالت الغارات أيضًا بلدة بليدا، وعمل الجيش الإسرائيلي على تمشيط المنطقة باتجاه بلدة كفركلا بالأسلحة الرشاشة.

بينما طال القصف المدفعي منطقة اللبونة وأطراف الناقورة وأطراف حولا والأطراف الشمالية لبلدة طيرحرفا، إضافة إلى طريق عام يارين – الجبين وأطراف الجبين وعلما الشعب والضهيرة.

في وقت تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب إلى غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، إلى جانب القصف المدفعي.

ما مصير التهدئة؟!

في سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع لـ “العربية”، أن لبنان وإسرائيل طلبا من فرنسا المساعدة لتجنيبهما حربًا مفتوحة.

المصدر قال إن “الوساطة بين الجانب الإسرائيلي واللبناني للتهدئة، لن تكون حظوظها كبيرة إذا كانت أميركية فقط”، وأكد أن “بلاده تنسق بشكل وثيق مع الأميركيين، الذين تعتبر علاقتهم أقرب تاريخيًا إلى إسرائيل، من أجل تفادي توسع الصراع بين الجيش الإسرائيلي والحزب على الحدود”.

وأوضح أن المقترح الفرنسي يسعى إلى إعطاء دور كبير للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، جنوب لبنان، وتأمين التمويل له، مقابل تراجع على ما يبدو “حزب الله”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تتعامل مع ملفّيْ غزة ولبنان كملفّين منفصلين، أما في بيروت فيُنظر إليهما كملفين مرتبطين ببعضهما”، وفق تعبيره.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us